عمليات الانزلاق الغضروفي

شارك

مفضلة: 1

زيارات: 5

wave

1/18/2023 11:32 am

مقدمة

أهلا بكم في عيادتي، سأتحدث في هذه المقالة عن أنواع عمليات تصحيح الان زلاق الغضروفي، موضحاً خلالها الفحوصات والتحضيرات اللازمة قبل العملية، والمضاعفات الناجمة عن التدخل الجراحي.

الانزلاق الغضروفي هو واحد أهم أسباب ألآم الظهر ويعد من المشكلات الشائعة نسبيا، فقد يحدث انزلاق في أيّ من الأقراص الغضروفيّة الفاصلة بين الفقرات فتخرج من موقعها لتسبب ضغطًا على جذور الأعصاب عند خروجها من الحبل الشوكي أو قد تضغط على الحبل الشوكي نفسه.

عادة ما نبدأ علاج الانزلاق الغضروفي بالأساليب غير الجراحية بهدف تسكين الألم والسيطرة على الأعراض وتقوية العضلات والمجاورة، ولكن في بعض الأحيان نلجأ إلى التدخلات الجراحية في بعض الحالات التي سيتم التحدث عنها هنا.

عزيزي المريض، للتعرف على الانزلاق الغضروفي بشكل أوسع، الرجاء اتباع الرابط في "مواضيع ذات صلة" في نهاية الموضوع.

متى نقرر العلاج الجراحي؟

في أغلب الحالات تتحسن الأعراض المصاحبة للانزلاق الغضروفي مع مرور الوقت، ويمكن المساعد في تسريع علمية الشفاء بواسطة المواظبة على العلاج الطبيعي. كما سنصف لك مسكنات الألم خلال تلك الفترة إلى ان تشفى منه.

لكن في بعض الحالات قد نقرر أن التدخل الجراحي هو العلاج الأفضل، مثل:

  • فشل الأدوية والعلاج الطبيعي في التخلص من الألم والأعراض المرافقة.
  • فقدان القدرة على التحكم في التبرّز أو التبوّل، بسبب الضغط على أعصاب المتحكمة بها.
  • الشعور بأعراض عصبية، مثل: فقدان الإحساس أو ضعف الأطراف.
  • عدم قدرتك على القيام بالوظائف اليومية الطبيعية، مثل المشي بسبب الألم الشديد.

الفحوصات اللازمة قبل التدخل الجراحي

تتضمّن الفحوصات التشخيصيّة السابقة لعملية الانزلاق الغضروفي مجموعة من الإجراءات التي نجريها من أجل تحديد حدة الإصابة وطبيعتها، إضافة لتجنب حدوث مضاعفات قبل وبعد إجراء العملية الجراحية، وتشمل هذه الفحوصات:

  • الفحص السريري: حيث يتم تحديد قوّة العضلات ومدى تأثير الانزلاق الغضروفي على الأعصاب المحيطة.
  • الأشعة العاديّة: تظهر لنا مدى تاءآكل الغضاريف (الدسكات)، وكذلك ما إذا كان هناك اختلال او تشوهات مصاحبة في وضع الفقرات الطبيعي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI: تعتبر الأشعة الأدق في تحديد شكل ومكان الغضروف وموقعه بين الفقرات، وكذلك مدى تأثر الحبل الشوكي وجذور الأعصاب والمناطق المحيطة بها نتيجة ضغط الغضروف عليها.
  • التصوير بالأشعة المقطعيّة CT: قد نستخدمها حيث تظهر مكان الإصابة، إضافة لتحديد شكل وحجم القناة العصبيّة وبما يُحيط بها.
  • تخطيط كهربيّة العضلات Electromyography: تطلب في بعض الحالات.
  • بعض الفحوصات الأخرى: مثل تحليل الدم الدم، والقدرة على تخثر الدم، بالإضافة لفحص وظائف الكلى والكبد، وذلك من أجل تجنب بعض المضاعفات المحتملة للتدخل الجراحي.

الهدف من عمليات الانزلاق الغضروفي

تهدف العمليات بمختلف أنواعها إلى تخفيف الضغط على الأعصاب او الحبل الشوكي نتيجة انزلاق الأقراص الغضروفيّة من مكانها. ولإتمام هذا الهدف نقوم عادة بإزالة الجزء المنزلق من الغضروف الضاغط على الأعصاب، وفي بعض الحالات المتقدمة، قد نلجأ لدمج فقرتين أو أكثر لتثبيتها.

عمليّة إزالة الغضروف (القرص)

تعتبر من أكثر العمليات شيوعًا لعلاج الانزلاق الغضروفي، حيث يتم إزالة الجزء المنزلق او كل الغضروف حسب تضرره ودرجة تآكله. ويتم اجراء هذه العمليات إما عن طريق المنظار، أو عن طريق الجراحة التقليدية كما هو موضح بالأسفل.

  • عمليّة ازالة الغضروف عن طريق الجراحة التقليدية (المفتوحة): الذي ينطوي على إحداث شق جراحي في الظهر، فوق مكان الغضروف المصاب، واستخدام أدوات جراحية خاصة لقص اجزاء القرص الضاغطة على جذور الأعصاب وإزالتها أو إزالة كانل الغضروف.
  • عمليّة إزالة الغضروف عن طريق المنظار: وتعد من أحدث التقنيات المستخدمة في علاج الانزلاق الغضروفي، وتتميز هذه التقنية بأنها أقل توغلاً (أقل حاجة لقص الأنسجة للوصول للغضروف) مقارنةً بالجراحة التقليدية، بالإضافة إلى سرعة التعافي وإمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية خلال وقت أقصر، وتتم عن طريق إحداث شق صغير يتم من خلاله إدخال أنبوب رفيع يرتبط بكاميرا، ومن ثمّ يتم إزالة القرص، أو إزالة جزء منه.

عملية إزالة الجزء الخلفي من الفقرة

يتم اللجوء لإزالة الجزء الخلفي من الفقرة المعروف بالصفيحة الفقريّة في حال وجود تضيّق في القناة الشوكية لتوسيعها. حيث نقوم خلال هذا الإجراء بإزالة الصفيحة الفقريّة وهي الجزء الذي يقوم بتغطية وحماية الحبل الشوكي، مما يقلل الضغط الناتج على الأعصاب، ويخفف من الألم الناجم عن انزلاق القرص الغضروفي، ويمكن أن تتم هذه العملية من خلال استئصال الصفيحة بشكل كامل أو استئصال جزء صغير منها كما هو موضح بالشكل.

عملية تثبيت ودمج (التحام) الفقرات

نلجأ لهذا الإجراء عادة في الانزلاق الغضروفي عندما يكون هناك شك في استقرار الفقرات حول القرص المنزلق، أو في حالة الانزلاق الغضروفي لأكثر من قرص، ويتم من خلاله دمج فقرتين أو أكثر من العمود الفقري عن طريق زرع نسيج عظمي مكان القرص الذي تمت ازالته، ومن ثم استخدام قضبان معدنيّة أو بلاستيكيّة من أجل دعم الفقرات وتثبيتها كما هو موضح بالشكل، بحيث يحُدّ من حركتها تمامًا، مما يزيد من استقرار العمود الفقري ويمنع تحرك العظام، ويؤدي إلى تقليل الألم.
عادةً ما تُجرَى عمليّة دمج الفقرات بعد استئصال القرص، أو بعد استئصال الصفائح الفقريّة، ويتم خلاله استبدال القرص بصندوق معدني يوضع بين الفقرات مما يساعد على ابقاها بعيدة عن بعضها، كما يساعد على التحامها ببعض، وينجُم عن ذلك تثبيت كامل ودائم للفقرات التي خضعت للدمج.

تعليمات بعد إجراء التدخل الجراحي

تعد عمليات تصحيح الانزلاق الغضروفي من العمليّات الناجحة التي تستطيع تخليص المريض في كثيرٍ من الحالات من الألم الذي يشعر به، ولكن يجب على المريض خلال هذه الفترة اتباع الارشادات الأتية من أجل تجنب حدوث أي مضاعفات:

  • في معظم الحالات يغادر المريض المستشفى في غضون 24 ساعة من العملية، وغالبًا ما تتراوح فترة التعافي اللازمة حتى يتمكّن بعدها المريض من العودة لعمله وحياته المُعتادَة بين 1 إلى 4 أسابيع، وقد تطول في بعض الحالات اعتمادًا على الوضع الصحّي للمريض، ونوع العملية، وحدوث أي مضاعفات.
  • تجنب حمل الأشياء الثقيلة، أو الأعمال الشاقة والمجهدة، من أجل تخفيف الضغط على العمود الفقري.
  • تجنُّب الخمول وقلّة الحركة، فغالبًا ما يُنصَح بالمشي لفترات قليلة خلال الأيام الأُولى التالية لعمليّة الانزلاق الغضروفي، من ثمّ يمكن رفع وتيرة الحركة.
  • الالتزام بالمواعيد المُقرّرة للمتابعة الصحية من أجل التحقُّق من نجاح العملية وتجنُّب أيّ مضاعفات ممكنة.
  • ينصح المريض خلال هذه الفترة بجلسات العلاج الطبيعي مع الاختصاصي للمساعدة في إعادة تأهيل المنطقة المُصابة، وتقوية عضلات الظهر والساقين وإعادة المرونة لهما بالطريقة الأكثر فاعليّة.
  • الاعتناء الجيّد والصحيح بجرح العمليّة وتنظيفه كما ينبغي.

متى عليك التواصل معنا بشكل عاجل؟

تعد عمليات الانزلاق الغضروفي من الجراحات الآمنة والتي نادرًا ما تتضمّن مضاعفات خطِرة، إلّا أنّ بعض المرضى قد يتعرّضون لبعض المخاطر والمضاعفات، لذا عزيزي المريض، في حالة ظهور هذه الأعراض عليك ينبغي عليك التواصل معنا في منصة عيادتي:

  • عودة الألم بعد العمليّة: في بعض الأحيان قد يعود الألم مرة أُخرى بعد فترة من العملية، وهو يحدث لدى 5% من المرضى، ويكون عادة كنتيجة لضعف المتابعة الصحية بعد العمليّة أو عدم التقييد بالتعليمات.
  • التهاب مكان العمليّة: بسبب تلوث الجرح او مكان العملية، ويظهر على شكل ارتفاع درجة الحرارة، قشعريرة، لآم في الجرح، تورم في الجرح، خروج إفرازات من الجرح.
  • إصابة الأنسجة المحيطة: قد يحدث خدر وتنميل شديد في الأطراف، مع ألم شديد في منطقة أسفل الظهر نتيجة إصابة أحَد الأعصاب أو النخاع الشوكي أثناء العملية، أو حدوث ضرر بأحَد الأقراص الغضروفيّة السليمة.
  • النزيف: حدوث نزيف من منطقة الجرح بعد إجراء التدخل الجراحي، نتيجة لإهمال المريض لإرشادات ما بعد العملية الجراحية

عزيزي المريض، إن جميع هذه المضاعفات نادرة جداً، ولكن علينا سردها هنا للتحذير منها...وغالبيّة المرضى الذين تم علاجهم يتماثلون للشفاء وتتحسن جودة حياتهم نتيجة تخلصهم من الألم.

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على أسئلة الموضوع أو إضافة سؤال في أسفل الصفحة هنا. كما يمكنك التواصل معنا عبر خاصيّة المحادثة في صفحتي الشخصيّة (تحتاج إدخال رمز المحادثة).

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟