مقدمة:

أهلا بكم في عيادتي. سوف نشرح لكم اليوم عن الانزلاقات الغضروفية للفقرات القطنية. ما هي الانزلاقات الغضروفية؟ كيف تؤدي إلى عرق النسا؟ وما هي الأعراض المحتملة وطرق العلاج المناسبة، وأيضًا طرق الوقاية؟ وأخيرًا، تنتظم الفقرات العظمية في مجموعات من الفقرات المتشابهة، ويمكن تقسيمها إلى مناطق حسب موقعها، وتعرف بالأسماء الآتية: العنقية (7 فقرات)، الصدرية (ا12 فقرة)، القطنية (5 فقرات)، العجزية (5 فقرات)، العصعصية (4 فقرات).لا يشمل العمود الفقري الفقرات العظمية وحدها، بل يحتوي أيضًا على الأعصاب (الحبل الشوكي والأعصاب المتفرعة منه)، والأقراص الغضروفيّة بين الفقرات، والمفاصل.تملك الفقرات القطنية العديد من المميزات مثل قوتها وكبر حجمها، مما يجعلها ملائمة تماما لوظيفتها في تحمل نسبة كبيرة من وزن الجسم، ودعم الهيكل العظمي، والمساعدة على الحركة.للمساعدة على حركة الفقرات وامتصاص الضغط او الصدمات الواقع عليها توجد بين الفقرات غضاريف على شكل اقراص (وهي أقراص طريّة ذات خواص مطاطية تحتوي كمية من السوائل) كما تعمل على منع احتكاك الفقرات ببعضها.قد تسبب بعض العوامل مثل التقدم في السن في تصلب الأقراص أو المجهود الزائد، كحمل الأشياء الثقيلة، في زيادة تلف الأقراص وخروج أجزاء منها من مكانها مما يسبب ضغط على الأعصاب.

كيف تحدث أعراض الانزلاق الغضروفي؟

تحدث في الفقرات التغيرات التالية عند حدوث الانزلاق الغضروفي:أولًا: تهتك الغضاريف: بزيادة الضغط على الفقرات القطنية، تتهتك الغضاريف ويحدث الانزلاق أو ما يعرف بالقرص المنفتق، حيث يتمزق جزء من الحلقة المحيطة بالنواة الليّنة مسببًا خروج جزء منها من مكانه خارج القرص الغضروفي.ثانيًا: الضغط على الأعصاب: لا تملك القناة الشوكية الموجودة بين الفقرات الكثير من المساحة. بالتالي، لا تستطيع استيعاب التغيرات الجديدة عند انزلاق الغضروف وخروج جزء منه، فيضغط الجزء الخارج (المنزلق) على الأعصاب المتصلة بالحبل الشوكي في المنطقة القطنية، مسبباً الامًا شديدة قد يشعر بها المريض في الطرفين السفليين.

الأسباب وعوامل الخطر

تساعد هذه العوامل على حدوث الانزلاقات الغضروفية اما بشكل مباشر او تزيد من خطورة حدوثها، وقد تؤدي إلى ظهور الأعراض مبكرًا. وعلى عكس تضيق القناة العصبيّة، لا يعد كبر السن من أسباب الانزلاقات الغضروفية، فهي غالبًا ما تحدث في سن 20-40 سنة.ومن اهم مسببات الانزلاق الغضروفي: الحوادث: تؤدي الحوادث والصدمات كالسقوط على الظهر إلى حدوث الانزلاقات الغضروفية.زيادة الوزن: ذكرنا في البداية أن الفقرات القطنية تحمل نسبة كبيرة من وزن الجسم. لذلك، يؤدي الوزن الزائد والسمنة إلى إضافة المزيد من الضغط على الفقرات والغضاريف، محفزا حدوث الانزلاقات الغضروفية.التدخين: ترجح بعض النظريات أن التدخين يعمل على وصول كميات أقل من الأكسجين إلى الأقراص بين الفقرات، فتمرض الغضاريف بسهولة لأنها لا تحصل على تغذية كافية.المهنة: أصحاب المهن التي تحتاج إلى المجهود الجسدي مثل رفع أوزان ثقيلة، أو الالتزام بوضع معين لفترات طويلة مثل قيادة السيارات أو العمل في المكتب هم الأكثر عرضة للإصابة بالانزلاقات الغضروفية وآلام الظهر.الوراثة: كالكثير من الأمراض، قد يحمل بعض الأفراد جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالانزلاقات الغضروفية عن غيرهم.الخمول وقلّة الحركة: يؤدي الخمول وعدم الحركة بانتظام إلى ضعف الأربطة والعضلات المحيطة بالفقرات مما يزيد من الحمل على الغضاريف وبالتالي إصابتها. والعكس صحيح، فممارسة الرياضة والحركة باستمرار يزيد من قوّة العضلات وبالتالي استقرار العمود الفقري والغضاريف وحمايتها من الإصابة.

الأعراض وعرق النساء

تختلف الأعراض وشدتها من شخص لآخر وفقًا للعديد من العوامل ومنها موقع القرص المنفتق، ومقدار خروجه وإذا كان يضغط على الأعصاب المحيطة (الشوكيّة). إذا لم يصحب الانزلاق الغضروفي للفقرات القطنية أي ضغط على الأعصاب، فقد لا تظهر على المريض أية أعراض، وقد يشعر بآلام في أسفل الظهر فقط. في حالة الضغط على الأعصاب الشوكية، يحدث التهاب في العصب الوركي، ويعد أشهر الأعراض المصاحبة للانزلاقات الغضروفية في الفقرات القطنية.عرق النسا (التهاب العصب الوركي)عرق النساء هو الم شديد يمتد من الورك عبر الفخذ إلى الساق وهو أحد أعراض الانزلاق الغضروفي سماه العرب قديمًا بعرق النسا لأنه لم يكن باستطاعتهم التفريق بين الأوعية الدموية (العروق) والأعصاب. أما أصل كلمة نسا فيرجع إلى النسيان، وهو وصف لحالة المريض أثناء شعوره بالألم. إذ يكون الألم شديدًا لدرجة تنسي المريض أي شيء آخر.يمتد العصب الوركي من أسفل الظهر مرورًا بالأرداف والوركين والساقين.تتفاوت درجة الالتهاب تبعًا لمقدار الانزلاق الغضروفي، وقد يتوقف الألم عند أسفل الظهر أو الفخذين، وقد يمتد ليشمل الساقين والقدمين.عادة يشعر المريض بآلام عرق النسا في ناحية واحدة فقط، في الساق اليمنى أو اليسرى، ونادرًا ما يمتد الألم في الطرفين معًا.يشعر المريض بألم حاد في الساق مصحوبًا بتنميل أو حرقان. قد تزداد حدة الألم بالوقوف أو الجلوس أو الحركة، أو عند محاولة مد الساق المصابة.

المضاعفات

يتحسن مرضى الانزلاقات الغضروفية للفقرات القطنية وعرق النسا دون الحاجة إلى تدخل جراحي. لكن، قد تحدث المضاعفات في حالة استمرار اتباع الأساليب الخاطئة، وتكرر نوبات الألم. ومن المضاعفات:ضعف العضلات في الطرف المصاب بالتهاب العصب الوركي.فقدان الإحساس بالطرف المصاب.في الحالات الشديدة، ضعف القدرة على التحكم في التبول أو التبرز، وهذا لتأثر الألياف العصبية المغذية للمثانة البولية والمستقيم وصماماتها العضليّة.

التشخيص

إلى جانب الأعراض الواضحة التي يعاني منها المريض، يطلب الأطباء الفحوصات الآتية للتأكد من التشخيص:الفحص البدني: يقوم الأطباء بالفحص البدني لكل مريض مهما كانت الأعراض. قد يختبر الطبيب قوة العضلات وقدرتها على المقاومة. أثناء ذلك، قد يطلب منك القيام بحركات معينة مثل الجلوس أو المشي أو اتخاذ وضع معين، لاختبار الألم وحدته.الأشعة العادية (لسينية): لا تظهر الأشعة السينية الغضاريف ولا التغيرات التي قد تحدث بها. مع ذلك، يطلبها الأطباء لإعطاء تشخيص مبدأي، حيث يمكنها التقاط صورة للفقرات العظمية وإظهار أي تغيير بها في حالة التصاقها أو زحزحتها من مكانها.التصوير بالرنين المغناطيسي: يعد هو الفحص الأشهر لتشخيص الانزلاقات الغضروفية، حيث يستخدم مجالا مغناطيسيا قويا لالتقاط صور للظهر يظهر فيها العمود الفقري ومحتوياته من عظام وغضاريف وأي أنسجة أخرى.التصوير المقطعي: يستخدم هذا الفحص لالتقاط صورة للقناة العظمية ومحتوياتها، وهو الأقل في الاستخدام بين الفحوصات الأخرى في حالات الانزلاق الغضروفي.تخطيط كهربية العضل والأعصاب: يعتمد هذا الفحص على النبضات الكهربية لتحفيز العصب وقياس استجابة العضلات. وعادة ما يطلبه لأطباء لتحديد مدى إصابة العصب وتأثر العضلات.

الوقاية من الانزلاق الغضروفي

يساعد نمط الحياة الصحي على الوقاية من الانزلاقات الغضروفية للفقرات القطنية، كما يعمل على تخفيف الأعراض في حالة الإصابة بآلام عرق النسا. ينصح باتباع العادات الآتية:ممارسة الرياضة والحركة باستمرار.الإقلاع عن التدخين.المحافظة على وزن صحي لتقليل الضغط على الفقرات القطنية.إذا كنت تمارس وظيفة بدنية، اهتم بوجود فترات راحة خلال وقت العمل. الاحتفاظ بوضع صحي أثناء الجلوس، كالحفاظ على استقامة الظهر وتجنب الجلوس بشكل منحني.في حالة رفع الأوزان، تجنب تحميل الثقل على الظهر، واجعل أغلب الوزن على الساقين.

العلاج

قد تساعدك هذه الإجراءات في التخفيف من الألم وقت النوبة:الراحة مهمة جدًا للتخفيف من حدة الأعراض، وتجنب القيام بحركات عنيفة أو أي مجهود.استخدام الأدويّة المسكّنة للألم (سيليبركس، البروفين، الفولتارين، كتافاست، موبيك...إلخ) ضع كمادات باردة على الساقة المصابة لمدة 20 دقيقة، وقم بهذا الإجراء عدة مرات خلال الأيام الأولى من نوبة آلام عرق النسا.استخدم كمادات دافئة بعد مرور عدة أيام، بنفس التكنيك المذكور مع الكمادات الباردة. لكن، في حالة اختلال الإحساس في المنطقة المصابة، احذر من استخدام أشياء ساخنة. قد يحدث التهاب في الجلد دون انتباه لفقدان القدرة على الإحساس بشكل سليم. العلاج الغير جراحييتحسن مرضى الانزلاقات الغضروفية للفقرات القطنية في فترة قد تمتد من أيام إلى أسابيع بعد ظهور الأعراض. غالبًا، تختفي الأعراض بعد فترة تبلغ ثلاثة إلى أربعة أشهر. خلال هذه الفترة، قد يعاني المريض من نوبة آلام عرق النسا.العلاج الطبيعي: يحسن العلاج الطبيعي من الأعراض، كما يعمل على تقوية العضلات المتأثرة ويساعد على استعادة الحركة بشكل طبيعي.العلاج الدوائي: يستخدم العلاج الدوائي لتخفيف الأعراض، لكنه لا يعالج الانزلاقات الغضروفية. ومن اهم الأدوية: مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية: وتعمل على تسكين الألم وتخفيف الالتهاب المصاحب، ومنها سيليبركس (خفيف على المعدة)، البروفين، الفولتارين، كتافاست، موبيك...إلخحقن الكورتيزون: ممكن حقن الكورتيزون في المنطقة المحيطة بالعصب العصب، ويتم هذا بالاسترشاد بالأشعة أي تمرير الإبرة على المكان المصاب تحت تصوير الأشعة. التدخل الجراحيقد نقرر لك التدخل الجراحي في حالتين: أولاً، فشل العلاج التحفظي (غير الجراحي): وذلك إذا استمرت الأعراض والألم لفترات طويلة على الرغم من استخدام الأدوية والعلاج الطبيعيثانيًأ، حدوث مضاعفات عصبيّة: وذلك نتيجة للضغط على الأعصاب او الحبل الشوكي مثل؛ ضعف الاطراف، او فقدات الاحساس، او فقدان التحكم في التبول والتبرز، ويكون التدخل في هذه الحالة مستعجل. للتعرف على تفاصيل علاج الانزلاق الغضروفي الرجاء الاطلاع على مواضيع ذات صلة في نهاية الموضوع.

متى عليك التواصل معنا بشكل عاجل؟

عزيزي المريض، عليك مراجعتنا بشكل عاجل أو التواجه إلى الطوارئ في الحالات الآتية:استمرار الآلام الحادة في الساق أكثر من عدة ساعات دون الاستجابة لأي مسكن.الشعور بالتنميل في الأطرافالشعور بضعف جديد في الأطراف خاصّة الساق والقدمفقدان السيطرة على التبول أو التبرز إذا كان لديك أيُّ أسئلة أو استفسارات، فيمكنك الاطلاع على أسئلة الموضوع أو إضافة سؤال في أسفل الصفحة هنا. كما يمكنك التواصل معنا عبر خاصية المحادثة في صفحتي الشخصية (تحتاج إلى إدخال رمز المحادثة).