1/30/2023 4:46 am
مقدمة
أهلاً بكم في عيادتي، سأشرح لكم في هذا المقال عن كسور العمود الفقري. كيف تحدث، وما هي أنواعها والأعراض المصاحبة لها، وسُبل الوقاية منها، والإسعافات الأولية اللازمة عند حدوثها، وطرق العلاج المختلفة، ومتى يتوجب عليك زياتنا بشكل عاجل؟
كسور العمود الفقري، هي كسر أو تصّدع أو حتى خلع يحدث في واحدة أو أكثر من فقرات العمود الفقري.
لا تكمن أهمية الفقرات في عملها كداعمة لقوام الجسم، بل هي مسؤولة أيضًا عن دعم وحماية الحبل الشوكي الذي يحمل الإشارات العصبية من الدماغ إلى الجسم وبالعكس، لذلك كسر إحدى الفقرات قد يؤدي إلى إصابة الحبل الشوكي أو أحد الأعصاب المتفرّعة منه، مما قد يسبب، بالإضافة إلى الألم الشديد في الظهر، فقدان للإحساس في بعض مناطق الجسم وفي بعض الأحيان الإصابة بالشلل.
أنواع كسور العمود الفقري
هناك عدة أنواع مختلفة من كسور العمود الفقري، قد يتطلب كل منها طريقة مختلفة للعلاج.
عادةً نقوم بتصنيف كسور العمود الفقري بناءً على:
بعض الأنواع الكسور الشائعة:
الكسر المستقرّ والكسر غير المستقرّ:
الكسر المستقرّ: عند تقسيم الفقرة إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الخلفي والجزء الأماميّ وجزء في المنتصف، يكون الكسر المستقرّ في جزء واحد فقط من الفقرة، لذلك رغم الكسر؛ يبقى العمود الفقري قادرًا على أداء وظائفه مثل حمل وزن الجسم وتوزيعه وكذلك حماية الحبل الشّوكي والأعصاب بشكل جيد. لا يسبب الكسر المستقرّ أي ضغط أو إصابة للحبل الشوكيّ والأعصاب، وبالتّالي لا يسبب عادًة أي أعراض عصبيّة مثل التنميل أو ضعف عضلات الذراع أو الساق، قد تكون أعراضه على شكل ألم في الظهر أو تورم واحمرار حول الفقرات المكسورة، وقد لا تشعر بأية أعراضٍ رغم وجود الكسر. في معظم الأحيان لا يحتاج الكسر المستقرّ إلى تدخلٍ جراحيّ ونكتفي فقط بالعلاج غير الجراحيّ.
الكسر غير المستقر: يكون الكسر في جزئين أو حتّى ثلاثة أجزاء من الفقرة، لذلك يجعل العمودَ الفقريّ غير قادر على حمل وزن الجسم وتوزيعه، كما قد يعرض الحبل الشوكيّ والأعصاب لخطر الإصابة، وقد يؤدي إلى تشوهات في العمود الفقري. غالبًا ما يحتاج الكسر غير المستقرّ إلى تثبيت جراحيّ.
الأعراض
يمكن أن تسبب كسور العمود الفقري مجموعة واسعة من الأعراض، اعتمادًا على شدة الكسر وموقع الإصابة، وهنا سنذكر بعض الأعراض الشائعة لكسور العمود الفقري والتي تشمل:
إذا كنت تعاني من أيٍّ من هذه الأعراض بعد الإصابة أو إذا كنت تعاني من حالة موجودة مسبقًا تُعرضك لخطر الإصابة بكسر في العمود الفقري، فنوصيك بزيارتنا في أقرب وقت ممكن. إذ يمكن أن يساعد العلاج والتشخيص المبكرين في منع المزيد من المضاعفات وتحسين فرصك في الشفاء التام.
عوامل خطر التعرض لكسور العمود الفقري
يعد السبب الرئيسي للإصابة بكسر العمود الفقري هو التعرض لصدمة قوية نتيجة حوادث السير أو السقوط من مكان مرتفع، لذلك في حال تعرضك أو مشاهدتك لحادث يجب عليك البقاء ثابتًا وإبقاء جميع المصابين ثابتين لتجنب إصابة الأعصاب أو الحبل الشوكي، ومع ذلك، فإن العوامل المسببة لضعف العظام ستجعلك معرّضًا لكسور العمود الفقري، وهي تشمل ما يلي:
الإسعافات الأوّليّة عند الإصابة
إذا كنت تشك في حدوث إصابة في الظّهر أو الرّقبة فلا تتحرك أو تحرّك أيّا من المصابين نهائيًا، فقد يؤدي ذلك إلى إصابة الحبل الشّوكي والإصابة بالشلل أو مضاعفات خطيرة أخرى، لذلك اطلب المساعدة أو الاتصال بالإسعاف فورًا.
يقوم المسعفون بقياس مدى وعي المصاب أولًا والتأكد من مؤشراته الحيوية، ومن ثمّ يحافظون على منع حركة العمود الفقري ما أمكن عبر؛ تثبيت الرقبة بوضع دعامة حولها، وكذلك تثبيت الظهر على لوحٍ مستوٍ ليُنقل المصاب بأمان دون إصابة الحبل الشوكيّ أو للحد من تفاقم الإصابة التي حدثت بالفعل.
تشخيص كسور العمود الفقري
الفحص السريريّ:
يبدأ طبيب الطوارئ بفحص جسم المصاب جيدًا بداية من رأسه مرورً بصدره وظهره وبطنه ومنطقة الحوض وصولًا إلى القدمين، للتأكد من عدم وجود علامات جروح أو كسور في أي مكان في الجسم. بعد ذلك يأتي دور فحص الأعصاب لنفي أو تأكيد إصابة الحبل الشوكيّ، ويكون ذلك بفحص المدى الحركي وقدرة المصاب على تحريك ذراعيه وساقيه، كما يتم فحص الشعور باللمس والألم والحرارة للتأكد من سلامة الأعصاب الحسّية. كما نهتمّ أيضا بفحص التّحكم في التبوّل والتّبرز لأنه قد يكون علامة لوجود إصابة خطيرة في الحبل الشوكيّ.
الأشعّة والفحوصات:
بعد التأكد من المؤشرات الحيوية وتثبيت الرّقبة والظّهر وإجراء الفحص السريري، يأتي هنا دور الأشعّة لتحديد مدى الكسر ونوعه وطريقة العلاج المناسبة له، وتنقسم الأشعة إلى:
قد تحتاج إلى فحوصات أخرى لمعرفة العوامل المسبّبة للكسر في حال كانت الصدمة خفيفة لا توازي حجم الكسر، وأهمّ هذه الفحوصات هو فحص كثافة العظام، يحدد اختبار كثافة العظام ما إذا كنت مصابًا بهشاشة العظام أم لا.
طرق العلاج وأهدافه
تعد كسور العمود الفقريّ من الإصابات الخطرة التي يتطلب علاجها أهدافًا وأولويات واضحة حتّى نتجنّب تفاقم الإصابات الموجودة، ومن أهمّ هذه الأهداف:
طرق العلاج:
يتضمن علاج كسور العمود الفقريّ خطة كاملة من مراحل عديدة، تبدأ بتثبيت العمود الفقريّ وإزالة الضغط على الأعصاب أولًا، ثم العناية وتهيئ الظروف المناسبة لتعافي الأعصاب التالفة، ثم التأهيل الجسدي والنّفسي لاستعادة نشاطات وجوانب الحياة المختلفة، كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار علاج الأسباب التي أدت إلى هذا الكسر لتجنب حدوثه مرة أخرى.
ينقسم العلاج بشكل أساسيّ إلى العلاج الجراحيّ والعلاج غير الجراحيّ، وفي الغالب يعتمد اختيار الجراحة أم لا على الأشعّة التي تصنف الكسور إلى مستقرّ وغير مستقرّ.
العلاج غير الجراحيّ
يعد العلاج الغير جراحي الاختيار الأول الموصى به لعلاج الكسور المستقرّة، حيث أن معظم المرضى قد يعانون من أعراض طفيفة دون أي خطر لإصابة الحبل الشوكيّ أو الأعصاب، ويهدف العلاج غير الجراحيّ لتسكين الألم وتسهيل التآم عظام الفقرات المكسورة، كما يهدف أيضًا إلى علاج الأسباب لتجنب الكسر مرة أخرى والحفاظ على عمودٍ فقريّ سليم وصحيّ، ويشمل العلاج غير الجراحي:
العلاج الجراحيّ
تتعدّد دواعي استخدام العلاج الجراحيّ في علاج كسور العمود الفقريّ، لكنّ أهمها:
تختلف العمليات باختلاف نوع الكسر ومدى الإصابة، وأشهر هذه العمليات:
المضاعفات المحتملة:
مثل معظم التدخلات الجراحيّة، فقد تحدث بعض المضاعفات بعد الجراحة مثل العدوى أو النّزيف، وأهم هذه المخاطر الخاصة بجراحات العمود الفقريّ هي:
متى يجب عليك زيارتنا بشكل عاجل؟
في حال تعرّضك إلى حادث تصادم أو السّقوط من مكان مرتفع فيجب عليك البقاء ثابتًا والاتصال بالإسعاف فورًا، تذكر دائمًا أن كسور العمود الفقريّ سواء في الرقبة أو الظّهر قد تؤدي إلى إصابة الحبل الشوكيّ أو الأعصاب المتفرعة منه، لذلك إذا أصبت بأي من الأعراض الآتية بعد تعرّضك لحادث حتّى لو كان طفيفًا عليك الاتصال بنا فورًا:
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على أسئلة الموضوع أو إضافة سؤال في أسفل الصفحة هنا. كما يمكنك التواصل معنا عبر خاصيّة المحادثة في صفحتي الشخصيّة (تحتاج إدخال رمز المحادثة).
الأسئلة متاحة للموضوع
أسئلة الموضوع
لم تجد إجابة على سؤالك؟