عمليّة دمج الفقرات القطنية

شارك

مفضلة: 1

زيارات: 5

wave

1/30/2023 4:29 am

المقدمة

أهلًا بكم في عيادتي... سأشرح لكم هنا نبذة عامة عن جراحة دمج وتثبيت الفقرات، ما هي؟ ودواعيها، وطريقة إجرائها، ونتائجها، ومضاعفاتها المحتملة وكيفية الوقاية منها.

ينقسم العمود الفقري إلى عدة أجزاء؛ بدايةً بالفقرات العنقية، ثم فقرات الصدر، وبعد ذلك الفقرات القطنية، ثم الفقرات العجزية، وفي النهاية الفقرات العصعصية. إن أكثر الفقرات المعرّضة للتآكل والتي عادة يتم دمجها وتثبيتها هي الفقرات القطنية، وهي خمس فقرات موجودة في منطقة أسفل الظهر وتعد الأكبر حجمًا وأكثر سُمكًا من الفقرات العنقية والصدرية لأنها تتحمل جزءًا كبيرًا من وزن الجسم وتساعد الظهر على الانحناء والحركة بحرية في مختلف الاتجاهات.

وبالنظر إلى مكانها ووظيفتها فكثيرًا ما تصاب هذه الفقرات بمشاكل أو أمراض تسبب أعراضًا مزعجة تؤدي إلى ألم مستمر، ولذا فإن الاعتناء بها وعلاجها أمرٌ حتمي ومهم لاستعادة وظائف الجسم والقدرة على ممارسة الأنشطة العادية والرياضية بدون ألم. وتعدُّ عملية دمج الفقرات الجراحية واحدةً من الحلول العلاجية الأكثر شيوعًا لحل مشاكل الفقرات القطنية.

تنطوي فكرة هذه العملية الأساسية على الحدِّ من حركة الفقرة أو الفقرات المصابة لتقليل الشعور بالألم عن طريق دمجها مع فقرة أخرى لتصبح الفقرتان أشبه بعظمة واحدة ثابتة. وهي بذلك تعتمد على النظرية الشائعة التي تنص على أن تثبيت الفقرة المصابة ومنعها من الحركة سيقضي على الألم، لا حركة إذًا لا ألم!

نبذة عن العملية دمج الفقرات

  • الغرض الرئيسي من عملية دمج الفقرات هو تثبيت الفقرة المصابة في مكانها ومنعها من الإنزلاق أو الحركة، كما أنها تقلل من الضغط الحاصل على العضلات، والأربطة، والأعصاب الموجودة في تلك المنطقة بسبب تحرك الفقرات وتآكلها.
  • تتحرك الفقرات من مكانها لعدة أسباب منها التهاب الفقرات، أو التعرض لإصابة في تلك المنطقة، أو نتيجة مرض أو حالة صحية معينة، وقد يحدث ذلك بسبب التقدم في العمر.
  • تتلخص فكرة عملية دمج الفقرات على محاولة إعادة الفقرات إلى وضعها الطبيعي ومن ثم تثبتها؛ ويتم ذلك عبر إعادة الفراغ الفاصل بين الفقرات وتصحيح الانزلاق بينها إن وجد ومن ثم تصحيحها.
  • قد تقلل هذه العملية من مرونة العمود الفقري ومدى الحركة المسموح للظهر، إلا أن ذلك عادةً ما يكون محدودًا جدًا ولا يلاحظه بعض الأشخاص على الإطلاق، كما أن كل حالة مختلفة عن غيرها.

دواعي العملية

تعدُّ هذه العملية هي العلاج المناسب عندما يكون سبب المشكلة هو تحرك فقرة أو أكثر في العمود الفقري من مكانها فتضغط على الأعصاب وتسبب الألم، وهو ما يمكن أن يحدث في عدة حالات مثل:

  • الكسور والإصابات: عندها يكون الغرض هو تثبيت العمود الفقري وعلاج الفقرات المكسورة أو التالفة.
  • الإنزلاق الفقاري: وهي الحالة التي تنزلق فيها إحدى الفقرات من مكانها الطبيعي فتضغط على الفقرة المجاورة لها والأعصاب الموجودة بينهما.
  • انحناء العمود الفقري: يشمل ذلك جميع الحالات التي يكون شكل العمود الفقري فيها غير طبيعي أو غير مستقيم مثل حالات الحَدَب والجَنَف.
  • داء القرص التنكسي: الأقراص هي أنسجة لينة قابلة للانضغاط موجودة بين الفقرات، تتحمل هذه الأقراص الصدمات وتسمح بمرونة الحركة، وفي هذه الحالة يحدث تآكل لتلك الأقراص لسبب أو لآخر وهو ما يسبب الألم وتحرك الفقرات من مكانها.
  • الأمراض المعدية: إذا أصابت بعض الأمراض المعدية الفقرات فإنها تسبب التهابًا وألمًا شديدين يستدعيان العلاج.
  • التضيُّق الشوكي: الفقرات هي عظام مجوفة تسمح بمرور النخاع الشوكي من خلالها، فإذا أصبحت تلك التجاويف أضيق من اللازم فإنها تضغط على النخاع الشوكي وجذور الأعصاب وتسبب الألم.
  • القرص المنفتق: ويعرف أيضًا باسم الانزلاق الغضروفي؛ حيث ينزلق أحد الأقراص الموجودة بين الفقرات من مكانه فيؤدي إلى احتكاك الفقرات وانضغاطها على بعضها البعض.
  • التهاب المفاصل المزمن: يصيب هذا الالتهاب فقرات العمود الفقري ويؤدي إلى ضيق القناة الشوكية، والتصاق الفقرات، وألم مركزي عادةً ما يبدأ من أسفل الظهر ثم ينتشر بعد ذلك.
  • الأورام: حيث يتم بعد إزالة الورم الموجود تثبيت الفقرات أو ترميمها.

للاطلاع على تفاصيل أكثر لكلً من مشاكل العمود الفقري أعلاه الرجاء زيارة عيادتي في إكسيريا.

أنواع عملية دمج الفقرات

يختلف نوع العملية حسب النهج أو المسار المتبع فيها، أو ببساطة حسب المكان الذي يتم إجراء العملية من خلاله. وتشمل هذه الأنواع:
• دمج الفقرات الخلفي الجانبي: حيث يتم إجراء العملية من الظهر.
دمج الفقرات القطنية الخلفي: يتم إجراء العملية من الظهر وتنطوي على إزالة القرص الموجود بين الفقرتين المصابتين ثم دمج وتثبيت الفقرتين معًا باستخدام عظمة صغيرة.
دمج الفقرات القطنية الأمامي: يتم إجراء العملية من البطن بنفس الفكرة، إزالة القرص بين الفقرتين ثم تثبيت الفقرتين معًا.
دمج الفقرات الأمامي/ الخلفي: يتم إجراء العملية من الظهر والبطن معًا.
دمج جسم الفقرات القطنية من جانب واحد: تشبه دمج الفقرات القطنية من الخلف وتتم هذه العملية عن طريق الظهر إلا أنه يتم فيها استئصال كامل أحادي الجانب للقرص.
دمج الفقرات القطنية الجانبي: يتم إجراء هذه العملية من الجنب.

الاستعداد قبل العملية

  • مرحلة الفحص: سنبدأ بالاستعداد للعملية بأخذ تاريخك الصحي والمرضي، ويشمل ذلك جميع الأمراض العارضة أو المزمنة التي تعاني منها بما في ذلك أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، ومشاكل تخثر الدم، كما أنه ينبغي عليك إخبارنا بجميع الأدوية والعقاقير التي تتناولها حتى الأدوية العشبية والمكملات الغذائية.
  • الاستعداد للعملية: سأضع لك خطة دقيقة بالأدوية التي يمكنك تناولها، أو التي ينبغي عليك تغييرها أو تقليل جرعتها، أو الأدوية التي يجب عليك تجنبها مثل مميّعات (مسيّلات) الدم التي تسبب النزيف وتمنع تجلط الدم.
  • يوم العملية: سينبغي عليك التوقف عن تناول الطعام والشراب بدءًا من منتصف ليل اليوم السابق للعملية. واحرص على اصطحاب شخص معك إلى المستشفى ليكون بجانبك ويعيدك إلى المنزل بعد انتهاء العملية.

كيفية إجراء العملية

الخطوات الأساسية للعمليات دمج الفقرات القطنيّة:

  1. الوصول إلى العمود الفقري: مما لا شك فيه أننا نحدد مكان الفقرات المصابة قبل العملية باستخدام الفحوصات والأشعات، وبالتالي يتم تحديد مكان الشق الجراحي بناءً على مكان الفقرات المصابة سواءً كان ذلك من الظهر، أو البطن، أو الجنب.
  2. تحضير الفقرات: ويتم عبر ازالة الزوائد العظميَّة الخارجة من الفقرات (زوائد تحدث نتيجة الالتهاب واحتكاك الفقرات المزمن)، كما نقوم بإزالة الأنسجة التالفة بين الفقرات مثل القرص الغضروفي المتضرر.
  3. زرع قفص معدني ونسيج العظام: في حال الحاجة لتثبيت الفقرات، قد نحتاج لزرع قفص معدني في مكان القرص الغضروفي المتضرر، حيث يعمل على إعادة إبعاد الفقرات عن بعضها والتسريع في التحامها معًا. وعادة يتم إضافة نسيج عظمي (عظام مطحونة) يمكن الحصول عليها من مكان آخر في جسم المريض أو من متبرع خارجي، أو استخدام مادة تشبه في تكوينها النسيج العظمي لجسم الإنسان.
  4. دمج وتثبيت الفقرات: نزرع العظمة الصغيرة بين الفقرات المصابة أو الفقرة المصابة والفقرة التي تليها، ونثبتها في مكانها باستخدام المسامير، أو الألواح، أو القضبان المعدنية للسماح لها بالالتحام مع الفقرات وربطها لتشكيل عظمة واحدة.
  5. إقفال الجرح: نغلق بعد ذلك مكان الجراحة بالخيوط أو الغرز الجراحية ثم نغطي الجرح بالضماد، بعدها تبدأ مرحلة إفاقة المريض من التخدير.

عادةً ما تستغرق هذه العملية ما بين 3 و4 ساعات. وتعتمد الوضعية التي تستلقي فيها أثناء العملية على المسار الذي نستخدمه في إجرائها.

دمج الفقرات القطنية بالمنظار

  • تعدُّ هذه العملية أبسط أو أقل توغلًا، أي تحتاج لجرح أصغر، حيث نصل فيها إلى نفس النتائج ويتم دمج وتثبيت الفقرات معًا بعظمة بينها، إلا أن هذه العملية تكون باستخدام المنظار الجراحي، ما يعني تجنب إجراء شق جراحي كبير في البطن، أو الظهر، أو الجنب وبدلًا من ذلك نستخدم شقوقًا جراحية صغيرة لا يتجاوز طول الواحد منها 1 سم لإدخال المنظار وإجراء العملية.
  • تقلل هذه العملية البسيطة من المضاعفات التي تحدث بعد العمليات الجراحية الكبيرة كالنزيف والإصابة بالعدوى، كما أنها تخفف الألم بعد العملية وتجعل التعافي منها أسرع وأبسط مع تحقيق نفس الغرض والنتيجة.

بعد العملية

  • الإفاقة: عادةً ما نطلب من المرضى البقاء في المستشفى لأيام معدودة، وذلك لمراقبة مؤشراتهم الحيوية والاطمئنان على حالتهم ومساعدتهم على التعافي قبل السماح لهم بالعودة إلى المنزل.
  • البدء بتناول الطعام: نسمح لك بتناول الطعام بالتدريج بعد العمليًّة، بدءًا من الطعام السائل إلى الصلب خلال اليومين التاليين للعملية.
  • السيطرة على الألم: الألم هو أحد الأعراض الأكثر شيوعًا بعد أي عملية جراحية، وهو جزء طبيعي من عملية التعافي ولا يسبب أي قلق، وعادةً ما نستخدم المسكنات القوية في الفترة الأولى بعد العملية مثل الأدوية الأفيونية لتخفيف الألم بأقل قدر ممكن، إلا أنه يجدر التنويه إلى أن المواد الأفيونية قد تسبب الإدمان إذا تم تعاطيها بكثرة. لذلك نستبدلها بعد فترة بمسكنات الألم العادية مثل مضادات الإلتهاب غير الاسترويدية وأدوية التخدير الموضعية.
  • مرحلة التعافي: يستغرق التعافي الكامل من العملية عدة أشهر وتعتمد النتائج على أصل المشكلة التي أُجريت العملية لأجلها من البداية، فأحيانًا ما يكون الغرض من العملية هو تثبيت العمود الفقري، أو تصحيحه، أو علاج كسور فقراته، وتكون النتيجة النهائية مزيجًا من كل ما سبق وهو ما يعالج الأعراض التي كان يعاني منها المريض ويخلصه من الألم.
  • النتيجة المتوقعة: لا تعالج هذه العملية التهاب مفاصل العمود الفقري وإنما تعالج المضاعفات الناتجة عنه من تآكل، وتلف، وتصلب الفقرات، ولذا فإنها لن تحمي الشخص من التعرض لمثل هذه الإصابة مرة أخرى.
  • إعادة التأهيل: سيحتاج المريض إلى فترة إعادة تأهيل يتعلم فيها طريقة الجلوس، والوقوف، والمشي الصحيحة للحفاظ على وضعية العمود الفقري خلال فترة التعافي، كما سينبغي عليه البدء بالعلاج الطبيعي بعد مرور عدة أشهر على الجراحة واتباع نظام حياة صحي.

المخاطر والمضاعفات

على الرغم من أن هذه العملية آمنة بنسبة كبيرة، إلا أن هناك إحتمالية حدوث بعض المضاعفات النادرة بعدها، ومن أهم تلك المضاعفات:

  • العدوى: أي جرح معرض للالتهاب والعدوى، ويمكن التقليل منه بالتعقيم والعناية بالجرح جيدًا حتى تعافيه. ومع ذلك فقد تحدث العدوى في حالات نادرة.
  • النزيف أو الجلطات: مشاكل الدم من المضاعفات المحتملة في أي عملية جراحية، فقد يفقد المريض في حالات نادرة كمية كبيرة من الدم أثناء العملية، أو قد يصاب بالجلطات في الساق والتي يمكن تجنبها بتناول المسيلات والحرص على المشي والحركة بشكل مبكر بعد العملية.
  • تضرر أو تلف الأعصاب: مع أنه من المضاعفات النادرة، إلا أن العمود الفقري محاط بالأعصاب لذا فمن الممكن أن يتضرر عصب أثناء إجراء العملية، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل مثل فقدان الشعور في الأرجل، أو ضعف التحكم في البول أو الإخراج بعد العمليَّة. يمكن التقليل من نسبة حدوث ذلك في بعض الحالات بإستخدام جهاز المراقبة العصبيَّة أثناء العمليَّة.
  • الحاجة إلى تكرار الجراحة: في بعض الأحيان قد لا تؤدي العملية النتائج المرجوَّة لأي سبب من الأسباب وقد لا يحدث الدمج بين الفقرات، وبالتالي تكون هناك حاجة لتكرارها مرةً أخرى لتثبيت الفقرات مجددًا.
  • الألم المستمر: واحد من أغراض العملية الأساسية هو علاج الألم والتخلص منه، ولكن في بعض الأحيان لا يختفي الألم تمامًا بعد الجراحة أو يظهر ألم جديد في مكان آخر بعدها.

عزيزي المريض، نظرًا للتقدم الطبي وللخبرات المتراكمة فإن حدوث أي من تلك المضاعفات هو أمر نادر، فنحن نجري المئات من تلك العمليات سنويًا يتعافى بعدها المرضى بشكل مُرضي.

متى تحتاجون للتواصل معنا؟

عزيزي المريض، عليك مراجعتنا بشكل عاجل أو زيارة الطوارئ في الحالات التالية:

  • تورم الأطراف السفلية: إذا لاحظت تورمًا أو انتفاخًا في الساقين، أو الكاحلين، أو القدمين، خاصَّة إذا صاحب ذلك ألم أو احمرار الجلد فوق أو أسفل الركبة، وهو ما قد يكون علامة على وجود جلطة في الساق.
  • التهاب الجرح: إذا لاحظت احمرار أو تورم الجرح أو خروج السوائل باستمرار منه فقد يشير ذلك إلى التهابه. خاصَّة إذا صاحب ذلك حمى وارتفعت درجة حرارتك، وبدأت تصاب برجفة ورعشة فقد يعني ذلك إصابتك بالعدوى.
  • ضعف وتنميل في الأطراف: إذا لاحظت ضعفًا جديدًا في القدمين أو فقدت القدرة على المشي، فهذا قد يدل على ضغط على الأعصاب قد يحتاج عناية عاجلة.

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على أسئلة الموضوع أو إضافة سؤال في أسفل الصفحة هنا. كما يمكنك التواصل معنا عبر خاصيّة المحادثة في صفحتي الشخصيّة (تحتاج إدخال رمز المحادثة).

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟