مقدمــة

إن مواجهة مشكلات في الانتصاب من وقت لآخر حالة طبيعية لا تستدعي القلق؛ بسبب ارتباطه بشكل وثيق بالحالة النفسية والتوتر، أما حدوثه باستمرار يعني أنه ناتج عن أمراض عضوية أخرى تحتاج إلى علاج.يبدأ الانتصاب بارتخاء عضلات الذكر، مما يسمح للدم بالتدفق عبر الشرايين وتمتلئ حجرات الذكر بالدم، ومتى ما انتهى الانتصاب، تنقبض هذه العضلات للسماح للدم بالخروج عبر الأوردة.يمكن أن يحدث الضعف الجنسي بسبب مشاكل في أي مرحلة من مراحل عملية الانتصاب، ويؤدي ذلك لعدم القدرة على الانتصاب الصحيح أو الحفاظ عليه لفترة كافية.

أسباب الضعف الجنسي

تشمل الأسباب المحتملة للضعف الجنسي عدداً من العوامل النفسية والجسدية مثل:أمراض القلب والشرايين ومنها ارتفاع ضغط الدمالتقدم في السن السكريانخفاض مستوى الهرمونات الذكريةالبدانةالإجهاد والضغوط النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النومبعض الأدوية والعقاقير الطبيةكثرة التدخينقد ينتج الضعف عن سبب محدد وفي كثير من الأحيان قد تؤدي الأمراض الجسدية المؤثرة على الانتصاب لنشوء القلق وبالتالي تفاقم المشكلة أكثر، وهنا نود التأكيد على توفر العديد من الوسائل الناجحة في العلاج واستعادة القدرة على الانتصاب من جديد.

التشخيص

نقوم بإجراء فحوصات عامة مثل قياس ضغط الدم والاستماع للقلب والرئتين، بالإضافة لفحص الأعضاء التناسلية لاستبعاد تضخم البروستاتا وإصابة الذكر ومشاكل الأعصاب، وفحص للدم للكشف عن أمراض القلب والسكري ومستوى الهرمونات، كما نقوم بفحص الذكر بالموجات فوق الصوتية داخل العيادة لرؤية الأوعية الدموية وتشخيص مشاكل تدفق الدم.من المهم أيضاً دراسة التفاصيل الخاصة بالحالة النفسية والصحية والاجتماعية للمريض، لأنها تساعد في تقييم شدة الحالة والتوصية بالعلاج.

العلاج

يعتمد علاج الضعف الجنسي على سبب وشدة الضعف الجنسي والأمراض الأخرى، وتشمل الطرق المتبّعة ما يلي:تحسين نمط الحياةتحفز التمارين الرياضية المنتظمة الدورة الدموية وقد تساعد في علاج الضعف الجنسي، لذلك ننصح بممارسة ما لا يقل نصف ساعة من التمرين يوميًا في حالات الضعف الجنسي الخفيف إلى المتوسط.يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي أيضًا في تحسين أعراض الضعف الجنسي، ووجد أنه في حوالي 30% من الحالات، أدى الالتزام بالأدوية الموصوفة لعلاج الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم إلى تحسين قدرة الانتصاب الطبيعية عند المرضى.الأدوية تتوافر عدة خيارات للأدوية التي ترخي عضلات الذكر وتزيد من تدفق الدم إليه مثل (فياجرا/سياليس/ ليفترا) وقد يحتاج المريض لتجربة أكثر من دواء للوصول للنتيجة المرغوبة وعادةً ما تعمل بنجاح مع معظم المرضى، وتختلف في جرعاتها ومدة مفعولها وآثارها الجانبية التي قد تشمل احمرار الوجه واحتقان الأنف والصداع.قبل اختيار الدواء المناسب، يجب على المريض الإفصاح عن أي أدوية أخرى يتناولها بانتظام لأن علاجات الضعف الجنسي قد تكون أقل فاعلية في حالات معينة مثل الإصابة بالسكري، وأحياناً قد تكون خطيرة في حالة قصور القلب وانخفاض الدم ويمنع تناولها مع أدوية أخرى مثل أدوية النيتروجلسرين المستخدمة في علاج الذبحة الصدرية.مضخة التفريغقد نلجأ لهذه الأداة إذا لم تكن الأدوية فعالة أو مناسبة لحالة المريض، وهي عبارة عن جهاز يتكون من أنبوب بلاستيكي مجوف وحلقة مرنة ومضخة يدوية أو تعمل بالبطارية. يتم تثبيت الأنبوب فوق الذكر وتعمل المضخة على تفريغ الهواء وهذا يسحب الدم نحو الذكر. بعد الانتصاب، تنزلق الحلقة حول الذكر للحفاظ على تدفق الدم ويزيل المريض المضخة وعند الانتهاء، يتم إزالة الحلقة المرنة.الجلسات العلاجية النفسية قد تكون فعالة في حال كان الضعف الجنسي مرتبطاً بعوامل نفسية مثل القلق والاكتئاب وذلك بمناقشة عوامل الإجهاد الرئيسية والمشاعر الداخلية والعلاقة مع الشريك مع المعالج النفسي.الجراحةآخر الحلول التي نلجأ لها عندما لا يستجيب المريض للوسائل العلاجية السابقة أو عند الإصابة بأمراض لا تتحسن مع الأدوية مثل تليّف القضيب، وتشمل عددًا من التقنيات وأهمها تركيب دعامة مرنة داخل القضيب بالجراحة.

ما هي جراحة تركيب دعامة الذكر ؟

عملية جراحية تتضمن تركيب أنابيب داعمة داخل العضو الذكري، وتتوفر بعدة أنواع لكل منها إيجابياته وسلبياته:دعامة قابلة للنفخ: تتكون إما من قطعتين أو ثلاث قطع، وتكون موصولة بمضخة مخفية داخل كيس الصفن ومملوءة بمحلول ملحي. عند الضغط على المضخة، تنتفخ الدعامات وينتصب الذكر ويمكن للمريض تفريغ الجهاز لاحقًا لإيقاف الانتصاب. هي النوع الأكثر والأسهل استخدامًا، وتتميز الدعامة من ثلاث قطع بأنها تمنح الذكر مظهرًا طبيعيًا، لكن يعيبها أنها قد تتعرض للتلف مع الاستخدامدعامة شبه صلبة: لا تحتاج للنفخ، ويميزها أن جراحة تركيبها أبسط من الدعامة القابلة للنفخ وأقل عرضة للتلف، وأكبر سلبية فيها أنه قد يصعب إخفاؤها تحت الملابس

تفاصيل الجراحة

قبل العمليةيجب على المريض أن يكون صائمًا عند منتصف الليل في الليلة السابقة للعملية، وأن يتوقف عن تناول مميعات الدم مثل (أسبرين) قبل أسبوع من الجراحة.أثناء العملية تجري العملية تحت التخدير العام وتستغرق حوالي ساعة واحدة، ونقوم فيها بعمل شق أسفل البطن أو في قاعدة الذكر وتركيب الدعامات المطاطية داخل الحجرات المسؤولة عن الانتصاب، ثم تركيب المضخة بأجزائها داخل كيس الصفن (للدعامة القابلة للنفخ).أخيرًا، نغلق الجرح بغرز جراحية ونغطيها بضمادة للحماية.التعافيبعد الإفاقة واستعادة القدرة على تناول الطعام والشراب، يمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد تلقي الإرشادات اللازمة لكيفية استخدام الدعامة.يرجى اتباع الإرشادات التالية للعناية بعد العملية:تجنب تعريض منطقة العملية للماء خلال أول يومين، ويمكن الاستحمام بعد تلك المدةتناول مسكن للألم لبضعة أيام أو خلال أول أسبوع بعد الجراحةقد يتم صرف مضاد حيوي للحماية من الالتهاب ويرجى المواظبة على تناوله لمدة أسبوع ووفق التعليماتيحتاج التعافي لعدة أسابيع، ويمكن ممارسة العلاقة الزوجية بعد (4-6) أسابيع من العمليةيُنصح بنفخ وتفريغ الدعامة مرتين يوميًا لتوسيع الأنسجة المحيطة بالغرسة ومنع الالتصاقات

الفعالية

تبلغ نسبة نجاح العملية حوالي 95% في تحقيق الانتصاب الكافي، وتتميز الدعامات بمدة خدمة طويلة تصل إلى حوالي 15 عام.

مضاعفات العملية

بشكل عام تعتبر الأعراض الجانبية للعملية قليلة، وتشمل:الالتهاب بعد العملية: أكثرها شيوعًا لكن يمكن التغلب عليه بالعناية الصحيحة بالجرح وتناول المضادات الحيوية الموصوفة، ومراجعة العيادة عند حدوث عطل في الدعامة أو عند ملاحظة تورم في كيس الصفن مع ارتفاع في درجة الحرارة يصاحبه ألمعُطل في الدعامة: قليل الحدوث ويحتاج لجراحة استبدال أو إصلاحالتصاق الدعامة بالأنسجة المحيطة: عرض نادر الحدوث، ونعالجه بإزالة الدعامة وترميم الأنسجةإذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.