تضخم البروستاتا الحميد

شارك

مفضلة: 1

زيارات: 21

wave

8/31/2021 10:40 am

مقدمة

البروستاتا غدة عضلية موجودة في منطقة الحوض عند الرجال، تقع أسفل المثانة وتحيط بمجرى البول ووظيفتها الرئيسية إنتاج جزء من السائل المنوي.

هناك 3 أمراض رئيسية قد تصيب البروستاتا وتشمل:

  • تضخم البروستات الحميد: يعدّ أكثرها شيوعاً ويصيب الرجال عادةً بعد سن الخمسين
  • سرطان البروستات: يمكنك الاطلاع على المزيد من التفاصيل في قسم (مواضيع ذات صلة)
  • التهاب البروستات والذي عادةً ما يصيب الرجال في سن الشباب بعمر (20-30) عاماً

ما سبب تضخم البروستاتا؟

يتفاوت حجم البروستات باختلاف عمر الرجل، وعادةً ما تكون بحجم حبة الكستناء (20 جم) في سن العشرين، وتزداد بحوالي (10 جم) كل عشر سنوات من العمر. وبالتالي، فإن زيادة حجم البروستات أمر طبيعي ضمن مراحل نمو أعضاء جسم الإنسان.

أعراض تضخم البروستاتا

يحدث التضخم المزعج بعد سن الخمسين، ولكنه ليس شرطاً بالحدوث؛ حيث لا يشعر المريض بأعراض بولية عندما يكون تضخّم البروستات خارج مجرى البول. في المقابل، إذا كان التضخم داخل مجرى البول، ستظهر الأعراض البولية على المرضى بسبب إعاقة جريان البول ومنها:

  • صعوبة التبول
  • تكرار التبول في أوقات متقاربة
  • التردد في التبول (لا ينساب دقعة واحدة)
  • التبول الليلي المتكرر
  • صعوبة إكمال إخراج البول
  • انحباس في البول وهو نادر الحدوث

تختلف شدة الأعراض عند المصابين بتضخم البروستاتا، فقد تكون بسيطة وغير مقلقة أو شديدة بحيث تمنع المريض من الاستمتاع بحياته اليومية من إكمال النوم بطريقة سليمة أو حضور المناسبات الاجتماعية والسفر لمسافات طويلة، وهذا ما يدفع المريض عادةً لزيارة العيادة، ومن الجدير بالذكر أن شدة الأعراض لا تعكس حجم الغدة، فقد يكون التضخّم كبيراً ولكنه مصحوب بأعراض طفيفة، والعكس صحيح.

التشخيص

عند الزيارة، نستمع للسيرة المرضية المفصّلة للمريض إضافةً إلى إجراء الفحص السريري وعدد من الفحوصات الطبية مثل تحليل البول وصورة بالأشعة الصوتية وفحص قوة تدفق البول وفحص الدم الخاص بسرطان البروستات المعروف بــ(PSA).

بعد تقييم الحالة وإثبات تضخّم البروستاتا، نضع الخطة العلاجية الملائمة.

العلاج

يمرّ علاج تضخم البروستاتا الحميد بعدة مراحل تبدأ بتقليل المريض للسوائل خاصة قبل النوم وتخفيف شرب مدرات البول مثل الشاي والقهوة، كما يمكن اللجوء للمكملات الطبيعية التي تحتوي مستخلص البلميط المنشاري (Saw Palmetto) أو بذور القرع، وبالرغم من أنها ذات فائدة محدودة لكنها قد تعمل بشكل جيد مع عدد من المرضى في البداية.

عند فشل الطرق الأولية أو في حالة الأعراض البولية الشديدة، يُنصح بتناول الأدوية التي تحسّن تدفق البول مثل (اومنك او كاس / زاترال / كاردورا) أو الأدوية التي تقلّص حجم الغدة مثل (بروسكار/أفودرات)، كما يمكن استخدام دواء (سياليس) بجرعة (5 مغم) والذي أثبت فعاليته في علاج تضخم البروستات والضعف الجنسي في آن واحد.

يجدر الذكر بأن نسبة نجاح الأدوية في تحسين الأعراض البولية يصل إلى (70-80%) من الحالات، وقد يستمر المريض بالتحسن لكن بعد فترة تتوقف الأدوية عن أداء عملها، وهنا يلزمنا إجراء فحوصات أخرى ويصبح التدخل الجراحي هو الأنسب لعلاج التضخم جذرياً.

الخيارات الجراحية للعلاج

تتعدّد التدخلات الجراحية المتاحة للعلاج ويعتمد الاختيار المناسب على حجم البروستات عند المريض كما يلي:

  • تجريف (كحت) البروستاتا: تعتبر أفضل طريقة عندما يكون حجم البروستاتا أقل من (100 جم) وتتم بالمنظار عبر فتحة البول دون إجراء شقوق جراحية في البطن.
  • الاستئصال الجراحي: الحل الأمثل لعلاج التضخمّ عندما يزيد حجم البروستاتا عن (100 جم) ويتم إما بالجراحة المفتوحة التقليدية أو المنظار والروبوت الجراحي كخيارات بديلة وحديثة.
  • تبخير البروستاتا المائي (Rezum) وهي طريقة حديثة فعالة جداً وسريعة لتضخّم البروستاتا البسيط والمتوسط.

تجريف البروستاتا بالمنظار (TURP)

تقوم عملية كحت البروستاتا على مبدأ حفر نفق داخل مجرى البول في وسط البروستاتا لتسهيل تدفق البول وذلك عبر تمرير منظار خاص يحفر قناة للبول داخل البروستاتا بالطاقة الكهربائية أو الضوئية (الليزر) مع إزالة القطع المحفورة للخارج ثم كي الجروح وتركيب قسطرة بولية لتسهيل إخراج البول.

تجرى العملية تحت التخدير النصفي وتستغرق حوالي ساعة واحدة إلى ساعة ونصف، ويحتاج المريض للتنويم لمدة (24-48) ساعة مع وجود القسطرة البولية المربوطة بجهاز غسيل مائي للمثانة لمنع تجلطات الدم. بعد تحسن النزيف، يمكن للمريض العودة للمنزل بعد إزالة القسطرة البولية.

فعالية تجريف البروستاتا

تعدّ جراحة عالية الفعالية وتصل نسبة نجاحها في تخفيف الأعراض البولية إلى (90%)، ولكنها قد تفشل في (10%) من الحالات لأسباب متعددة تتعلق بضعف المثانة عند الرجل بسبب تأخر علاج تضخم البروستاتا.

المضاعفات

تشمل المضاعفات المرتبطة بعملية تجريف البروستاتا بالمنظار ما يلي:

  • نزيف أولي أو ثانوي، ويستدعي بقاء القسطرة البولية لفترة أطول ونادراً ما يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لإيقاف النزيف
  • التهاب المسالك البولية، ويمكن علاجه بالمضادات الحيوية
  • سلس البول أو عدم القدرة على التحكم في البول، ويحدث في أقل من 1% من الحالات
  • القذف العكسي وفيه يرتد السائل المنوي نحو المثانة ليخرج من البول بدلاً من خروجه أثناء الجماع، ويحدث عند حوالي (50-70%) من المرضى الذي يجرون عملية الكحت ولا يترتب عليه أضرار صحية على الرجل وشريكته، لكنه قد يمنع الإنجاب بطريقة طبيعية
  • الضعف الجنسي في حوالي (10%) من الحالات. في المقابل، هناك حوالي (10%) أخرى من الحالات التي يتحسن فيها الضعف الجنسي بشكل ملحوظ بعد العملية
  • نشاط المثانة، وهو من المضاعفات النادرة التي تحدث في أقل من (20%) من المرضى، ويمكن علاجه بتناول مثبطات المثانة من 3 أشهر وحتى السنة

جراحة استئصال البروستاتا

تختلف هذه العملية عن الاستئصال الجذري للغدة في حالة سرطان البروستاتا، وفيها يُزال اللب فقط مع الحفاظ على الكبسولة (المحفظة الخارجية) للغدة، وتتم إما بالشق الجراحي التقليدي أو بالمنظار عبر البطن باستخدام الروبوت الجراحي.

تستغرق العملية حوالي ساعتين ويقضي المريض من (2-5) أيام في المستشفى تبعاً لحالته، وتقتضي وضع قسطرة بولية لمدة أسبوع بعد العملية.

فعالية ومضاعفات جراحة الاستئصال
يعتبر الإستئصال الجراحي تدخلاً فعالاً للغاية في العلاج، إلا أنه يرتبط بنسبة نزيف عالية ولا نلجأ له إلا في حال تضخم البروستاتا الشديد.

التبخير المائي للبروستاتا

تقنية حديثة ومبتكرة للعلاج تتميز بأمان وفعالية جيدة وطويلة الأمد في علاج تضخّم البروستاتا الحميد، حيث يتم توجيه منظار في مجرى البول ويخرج منه إبرة تغرس في البروستاتا لمدة (9) ثواني ويتدفق منها بخار الماء المعقّم الذي يقلّص خلايا الغدة ويؤدي لتصغير حجمها وتحسين تدفق البول.

تُجرى العملية تحت التخدير النصفي أو الكامل أو الموضعي وتستغرق حوالي (5-10 دقائق)، ليخرج المريض من المستشفى بعد ساعتين من الإجراء.

فعالية العملية

تصل نسبة نجاحها إلى (80%) وهي نسبة عالية لكنها تبقى أقل من فعالية عملية التجريف، ولا بد من التأكيد على أن الأعراض البولية لا تتحسن فوراً، بل تبدأ بالتحسن التدريجي ابتداءً من الأسبوع الثالث من العملية، وتوضّح أطول دراسة تمت على هذه التقنية لمدة (7) سنوات استمرار مفعولها الإيجابي.

خلال أول (3-4) أيام بعد العملية، يعتمد المريض على القسطرة البولية في المنزل ونزيلها بعد اليوم الرابع في العيادة، كما يستمر المريض بتناول بعض الأدوية مثل المضاد الحيوي ودواء مسهل لتدفق البول ودواء آخر يقلل من حركة المثانة الزائدة، وقد تستمر الأعراض بشدتها خلال أول أسبوعين بعد العملية حتى يكتمل التعافي بعد 3 أشهر.

المضاعفات

وهي نادرة جداً مقارنةً بعملية تجريف البروستاتا، وتشمل:

  • دم والتهاب في البول في أقل من ( 1%) من الحالات
  • القذف العكسي ولا تتعدى نسبته (10%) من المرضى
  • انحباس البول بنسبة أقل من (1%)
  • سلس البول في أقل من واحد بالألف من الحالات

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟