مقدمــة

يحتاج عدد قليل من المصابين بالانزلاق الغضروفي لإجراء عملية جراحية للعلاج، وذلك عند فشل العلاجات التحفظية كالأدوية والراحة والعلاج الطبيعي في تحسين الأعراض وشعور المريض بألم مبرح يصاحبه خدر أو عند وجود ضعف عصبي في الأطراف أوفقدان التحكم في المثانة أوالمخارج سواء كان الانزلاق في الفقرات العنقية أو القطنية. خلال العملية، نقوم بإزالة الجزء المنزلق من الغضروف مما يكفي لتحرير الأعصاب أو الحبل الشوكي من الضغط..

هل عملية الانزلاق الغضروفي خطيرة؟

اتخاذ قرار إجراء عملية في العمود الفقري يعتبر من الخيارات الصعبة للمريض؛ فهي عملية دقيقة للغاية ولكنها روتينية للجراح المتمرس. نسبة المضاعفات في عملية الغضروف قليلة خاصّة بالنسبة للجراحين ذوي الخبرة وباستخدام الميكروسكوب الجراحي والتقنيات الحديثة الأخرى، ومع ذلك قد تحدث بعض المضاعفات كحال جميع العمليات الجراحية الأخرى وتتضمن: 1) تجمع دموي أو تسرب السائل النخاعي من الجرح، مما يضطر المريض إلى المكوث فترة أطول بالمستشفى للعلاج2) تلوث الجرح والتهابه مما يستدعي أخذ أدوية مضاد حيوي لفترة مناسبة3) عدم شعور المريض بتحسن ملحوظ بعد العملية، خاصة إذا تأخر إجراء العملية الجراحية لسنوات طويلة من الشكوى المزمنة4) عودة انزلاق الغضروف وحدوث انتكاسة بعد إجراء العملية لدى نسبة قليلة من الحالات، خاصة إذا لم يلتزم المريض بالعلاج الطبيعي والعادات الصحية بعد العملية

إجراءات العملية

تتم العملية كاملة في حدود (1-3) ساعات ويختلف ذلك حسب المريض والوضع الصحي، وفي حالة استئصال أكثر من غضروف تكون العملية أطول، وقد يحتاج المريض لتثبيت الفقرات في بعض الحالات. يمكن إجراء الاستئصال في أي مكان على طول العمود الفقري من الرقبة إلى أسفل الظهر، واعتمادًا على الأعراض التي يعاني منها المريض، قد يستأصل جزء من الغضاريف أو تُزال كاملةً. بعد إزالة الغضروف من الرقبة، قد تصبح المسافة بين الفقرات العظمية فارغة، ونحتاج لتركيب طُعم عظمي لمنع الفقرات من الاحتكاك معًا وقد تتم إضافة بألواح معدنية ومسامير حسب الحالة. بعد الجراحة، يبدأ الجسم عملية الشفاء الطبيعية وتنمو خلايا عظمية جديدة حول الطُعم، وخلال (3-6) أشهر يندمج الطُعم مع الفقرات العظمية. قبل العمليةيلزم إجراء عدة فحوصات قبل الجراحة بعدة أيام مثل تحليل الدم وتخطيط للقلب، ويجب معاينة المريض من قبل طبيب التخدير أو طبيب آخر حسب الحاجة (مثل طبيب القلب أو الصدر) ويجب على المريض اتباع الإرشادات التالية:التوقف عن تناول المسكنات من عائلة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ( بوروفين، أدفيل) ومميعات الدم مثل (أسبرين، بلافيكس) قبل العملية بأسبوع.الصيام عن الأكل والشراب قبل 8 ساعات من الجراحة على الأقليمكن تناول الأدوية المسموح بها صباح العملية مع رشفة من الماء وبعد استشارة الطبيب خلال العمليةتجري العملية تحت التخدير العام، ويكون المريض فيها مستلقياً إما على ظهره أو على بطنه بما يتناسب مع طريقة العملية. ثم يتم عمل شق في الجلد حتى يتمكن الجراح من رؤية الفقرات العظمية والغضاريف بوضوح وتحديد موقع الغضروف التالف بمساعدة منظار مجهري خاص (الميكروسكوب أو المنظار). ثم يُزال الغضروف المنزلق باستخدام أدوات جراحية دقيقة.في حال وجود ضغط على جذر العصب بفعل الزوائد العظمية أو قوس الفقرة، يتم تحريره من خلال توسعة الفتحة التي يخرج منها العصب الفقري أو استئصال الصفيحة الفقرية كاملة. (يرجى الاطلاع على قسم مواضيع ذات صلة لمزيد من التفاصيل) بعد العمليةيستطيع المريض الوقوف والمشي بعد الإفاقة الكاملة في أول يوم بعد العملية مع وضع حزام داعم لعضلات الظهر وفي وجود أخصائي العلاج الطبيعي. في العادة، يخرج المريض من المستشفى أول أو ثاني يوم بعد العملية، وقد تطول المدة قليلاً في حال حدثت مضاعفات لا قدر الله، أو حسب الحالة المرضية، وتستغرق فترة التعافي حوالي 4 إلى 6 أسابيع.

العنايــة في المنزل

هناك عدد من الإرشادات الواجب اتباعها بعد العودة إلى المنزل وتشمل: - تجنب ثني الرقبة والظهر- عدم رفع أي أحمال ثقيلة وتجنب الأنشطة الشاقة - تجنب التدخين؛ لأنه يؤثر على صحة العظام والأنسجة والتعافي- يمكن الاستحمام بعد يومين من إجراء العملية، وعادةً ما يغطى مكان الشق الجراحي بضمادة لاصقة تسقط من تلقاء نفسها بعد عدة أيام. يمكن تغيير الضمادة بعد الاستحمام.- يجب تفقّد الجرح والغرز الجراحية يومياً ومن الطبيعي أن يكون هناك إفرازات شفافة أو وردية، لكن إذا ظهرت علامات للالتهاب مثل الاحمرار أوالصديد ذي الرائحة الكريهة، فيجب مراجعة الطبيب فوراً- تجنب السباحة وتعريض الجرح للماء لفترات طويلة - يمكن تناول مسكنات الألم البسيطة مثل باراسيتامول وحسب تعليمات الطبيب- يمكن استخدام الثلج أو الكمادات الباردة فوق الجرح من (3-4) مرات يومياً لمدة (15-20) دقيقة لتقليل الألم والتورم- يمنع تماماً الجلوس لفترات طويلة وقيادة السيارة والركوع والسجود في الصلاة (يصلي جالساً)، كما يمنع الجماع خلال أول بضعة أسابيع بعد العملية. يجنب تجنب الأوضاع التي تزيد من الألم.

التعافي

تحتاج أنسجة الغضروف وعضلات الظهر حوالي ٦ أشهر للالتئام، ويجب على المريض العودة بحرص إلى نشاطه السابق تدريجياً كأن يمشي قدر المستطاع ويصعد السلم بحرص ويجلس لفترات قصيرة لتناول الطعام، وفي حاله شعوره بالتعب يتوقف لفترة ثم يحاول مرة أخرى لاحقاً. قد يلاحظ المريض أن مكان الجرح والعضلات الموجودة أسفله قد أصبحت حساسة أكثر للبرودة أو الإجهاد ويجب عليه إيلاء المزيد من الانتباه لممارساته اليومية. للمحافظة على مرونة وقوة العضلات، يجب على المريض ممارسة تمارين تقوية عضلات الظهر بصفة منتظمة وذلك بعد استشارة الطبيب وبمساعدة الاخصائي. قد يعود انزلاق الغضروف بعد إجراء العملية عند بعض المرضى، ومفتاح الوقاية من تكرار الانزلاق الغضروفي هو اتباع الممارسات الصحية الوقائية، ويمكنك الاطلاع عليها في موضوع (الانزلاق الغضروفي – الأعراض والتشخيص والوقاية) في قسم مواضيع ذات صلة.

متى يجب مراجعتنا بشكل عاجل؟

يحتاج المريض لرعاية طبية فورية في حال:-يحتاج المريض لمراجعتنا أو لرعاية طبية فورية في حال:- وجود الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم- الغثيان أو القيء - ألم شديد لا يستجيب للمسكنات- ظهور علامات التهاب الجرح مثل الاحمرار والصديد- تطوّر إحساس الوخز أو التنميل أو الضعف في الذراعين أو الساقين إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يرجى مراجعة قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها.