الانزلاق الغضروفي - الأعراض والتشخيص والوقاية

شارك

مفضلة: 3

زيارات: 42

wave

8/11/2021 9:32 am

مقدمــة

يتكون العمود الفقري للإنسان من (٧) فقرات عنقية و (١٢) فقرة ظهرية مرتبطة بالضلوع وعظم القص و(٥) فقرات قطنية و(٥) فقرات عجزية ملتحمة والعصعص ويفصل بينها جميعها غضاريف ليّنة تمنع احتكاك العظام وتسمح بالحركة بين الفقرات، وتمثل تقريباً ربع ارتفاع العمود الفقري الكلّي. (انظر الصورة أعلاه)

أما الفقرات والمفاصل، فترتبط ببعضها من خلال الأربطة ويحيط بها عضلات كبيرة وقوية تكسو العظام وهي مرتبة في طبقات متتالية، حيث تكون العضلات الصغيرة ملاصقة للعظم والكبيرة بالخارج، وهي المسؤولة عن حماية وتحريك العمود الفقري.

تحتوي الغضاريف على نسبة عالية من الماء مما يجعلها مرنة، ومع تقدم العمر تفقد الغضاريف الماء تدريجياً ويقل ارتفاعها (لهذا ينقص طول الشخص في مراحل الشيخوخة) مما يقلل من مرونتها وليونتها ويجد الشخص صعوبة في الانحناء وتغيير وضعية الجسم وخاصة في المناطق العنقية والقطنية، حيث تعد أكثر نقاط العمود الفقري عرضة للانزلاق الغضروفي بسبب كثرة الحركة فيها، ويندر حدوث الانزلاق في المنطقة الظهرية نظراً لقلة الحركة بينها ووجود الأضلاع التي تمسك بالفقرات.

ما هو الانزلاق الغضروفي؟ وكيف يحدث؟

يتكون القرص الغضروفي (الديسك) من مادة هلامية محاطة بألياف قوية متداخلة مع بعضها البعض (انظر الصورة).

تعمل المادة الهلامية على امتصاص الصدمات وتعطي ليونة في حركة العمود الفقري والجسم بشكل عام، ومع تقدم العمر - كما ذكرنا سابقاً- وانخفاض نسبة الماء فيها، تصبح حركة العمود الفقري غير مرنة وينتج منها آلام بالظهر عند الوقوف والانحناء، ومع تكرار الممارسات الخاطئة تتشقق المحفظة الليفية التي تحيط بالمادة الهلامية. عند الانحناء المفاجئ أو السقوط، تندفع المادة الهلامية عبر التشققات وتنزلق إلى القناة الشوكية (مسببة الانزلاق الغضروفي أو الديسك) مما يسبب ضغطاً على الأعصاب المغذية للأطراف السفلية والمثانة والأعضاء وآلاماً مبرحة بالظهر تمتد إلى منطقة الالية وخلف الفخذ والساق حتى القدم (عرق النسا).

الانزلاق الغضروفي العنقي (الرقبة)

يحدث عادةً فوق سن الأربعين، ويؤدي إلى ألم شديد وحاد بالرقبة يمتد إلى الكتفين والذراع مع تنميل باليد والأصابع، وقد يكون مصحوباً بضعف في اليدين وصعوبة في المشي وسلس البول وعندها يجب مراجعة جراح المخ والأعصاب بصفة طارئة.

الانزلاق الغضروفي الصدري

وهو نادر الحدوث وفيه يتمركز الألم في منطقة الفقرات الصدرية بأعلى الظهر مع تنميل في الساقين وفي الحالات الشديدة يعاني المريض من تشنج بالساقين وصعوبة بالمشي وعدم القدرة على التحكم في البول والبراز وجميعها أعراض يجب علاجها بشكل طارئ.

الانزلاق الغضروفي القطني

يحدث أسفل الظهر وهو النوع الأكثر انتشاراً وسنتحدث عنه بالتفصيل. من أشهر أعراضه آلام أسفل الظهر تزداد مع الوقوف والحركة والكحة والعطس، وقد يمتد إلى الالية وخلف الفخذ والساق (عرق النسا ) مع تنميل في الساق وأصابع القدم ويجد المريض صعوبة في استقامة الظهر ويميل للأمام أو لأحد الجنبين عند المشي. في الحالات الشديدة، يفقد المريض التحكم في القدم ويعاني من تنميل حول الشرج وعدم التحكم بالبول والبراز (متلازمة ذيل الحصان) وهي حالة طارئة يجب فيها توجه المريض إلى المستشفى فوراً.

إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد عن آلام أسفل الظهر، يرجى الاطلاع على قسم مواضيع ذات صلة

ما أسباب الانزلاق الغضروفي القطني؟

قد يحدث نتيجة حركات بسيطة مثل الانحناء لربط الحذاء أو إصابة في حادث ما أو حمل الأثقال بطريقة خاطئة، ولكن يوجد الكثير من العوامل المساعدة التي يتراكم تأثيرها على مدار السنين ومع تقدم العمر وتجعل الغضروف عُرضة للانزلاق، ونذكر منها:

  1. حمل أثقال وأوزان أكبر من قدرة تحمل الجسد
  2. الجلوس لفترات طويلة دون حركة
  3. قلة ممارسة الرياضة أو ممارستها بشكل خاطئ أو مجهد
  4. القيام بحركات خاطئة ومفاجئة
  5. ممارسة المهن التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة
  6. السمنة وزيادة الوزن

الوقاية من الانزلاق الغضروفي القطني

يمكن تجنّب التعرض لمشاكل الغضاريف والوقاية من آلام الظهر باتباع الإرشادات التالية:

- المحافظة على وزن صحي لتخفيف الضغط على الفقرات القطنية للظهر

- الانتظام في ممارسة الرياضة: من أهمها رياضة المشي والسباحة، والتمارين الخاصة بتقوية عضلات الرقبة والظهر والساقين

- الالتزام بوضعية الجسم الصحيحة أثناء أداء النشاطات اليومية مثل الجلوس، الانحناء، رفع وحمل الأشياء الثقيلة

- الجلوس بوضع مستقيم لتجنب تقوس الظهر، وتغيير وضع الجلوس كل (45) دقيقة على الأقل والمشي لمدة (5) دقائق ثم الجلوس مرة أخرى

- الامتناع عن التدخين، حيث إنه يؤدي إلى تصلب الشرايين وانخفاض تروية أنسجة الجسم بالدم ومن ضمنها الغضروف (الديسك) ولا تصله كميات كافية من الأكسجين وبالتالي يفقد ليونته ويصبح أكثر عرضة للتشقق.

- حماية الظهر عند الجلوس بوضع وسادة صغيرة بين الظهر والمقعد

تشخيص الانزلاق الغضروفي القطني

يتم التشخيص من خلال البحث في التاريخ المرضي والاستماع لشكوى المريض، والفحص السريري للتأكد من أعراض الضغط على الأعصاب وإجراء فحوصات الدم لتحديد علامات الالتهاب، وعمل صورة الأشعة السينية لفحص عظام الفقرات والكشف عن أي تزحزح أو كسور فيها وصورة بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للفقرات القطنية أو العنقية حسب الحالة؛ حيث تعد صورة الرنين أفضل وسيلة لتوضيح حالة العظام والأعصاب والغضاريف.

الانزلاق الغضروفي والجراحة

إن الجراحة ليست أبداً الاختيار الأمثل لعلاج الانزلاق الغضروفي، حيث أن حوالي (90%) من المصابين يمكن علاجهم تحفظياً دون تدخل جراحي من خلال الراحة وتناول المسكنات وأدوية علاج التهاب المفاصل وجلسات العلاج الطبيعي، شريطة أن يبدأ العلاج مبكراً.

دواعي العلاج الجراحي للغضروف

يشترط للعملية الجراحية أن يكون الغضروف كبيراً في أشعة الرنين ويسبب ضغط واضح على الأعصاب، كما نلجأ إليها عند فشل العلاج التحفظي لمدة (6) أسابيع على الأقل أو عند امتداد ألم الظهر للقدم مسبباً ضعفاً فيها. بالإضافة لما سبق، ألم الظهر الذي يؤدي لعدم القدرة على التحكم بالسبيلين (البول والغائط) أو عدم الانتصاب عند الرجال مع تنميل حول فتحة الشرج والمنطقة المحيطة بها (منطقة العجان) وتسمى بمتلازمة (ذيل الحصان) يحتاج لتدخل جراحي عاجل.

لمعرفة المزيد عن عملية استئصال الانزلاق الغضروفي، يرجى الاطلاع على قسم مواضيع ذات صلة في الأسفل.

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يرجى مراجعة قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟