8/7/2021 9:15 pm
مقدمة
يلعب الوالدان دوراً مهماً جداً في ضبط وزن الطفل الطبيعي والحفاظ عليه وتعليم جميع أفراد الأسرة العادات الصحية الغذائية والحركية، فهما قدوة الأطفال في العادات الجيدة والسيئة واتباع الوالدين لحياة نشطة ستحفز الأطفال وتقيهم من التبعات السلبية للسمنة على الجسم. إن السمنة مرض مثل السكر و الضغط وغيرها، وهي للأسف من أمراض العصر الحديث الشائعة التي يصاحبها تأثيرات صحيّة ونفسية خطيرة على الطفل حيث تقود للإصابة بأمراض القلب والشرايين و السكري والضغط في عمر مبكر وكذلك الاختناق أثناء النوم وتآكل المفاصل وغيرها.
إن اتباع عادات التغذية والحركة الصحية هي حجر الأساس لحماية الطفل من الوصول لمرحلة السمنة وإنزال الوزن في حال تطور السمنة، ويلُجأ للعلاج الجراحي في حالات ضيقة جداً بعد فشل التدخلات غير الجراحية.
يمكنك الاطلاع على تفاصيل جراحة تكميم المعدة في قسم مواضيع ذات صلة في الأسفل.
وفي كلتا الحالتين، لا يمكن للعلاج النجاح إلا بوجود عزيمة وتعاون من قبل الوالدين والطفل، فحتى بعد العلاج الجراحي قد تتوسع المعدة مرة أخرى ويعود وزن الطفل للزيادة غير الصحية ما لم تحرص العائلة بأكملها على اتباع الأساليب الصحيحة في الغذاء وممارسة النشاط البدني بالقدر الكافي.
التغذية الصحية للأطفال
إن الغذاء الصحي والمتكامل للطفل يقوم على خمسة عناصر أساسية وهي البروتينات والخضار والحبوب والفاكهة ومشتقات الألبان، وتعتمد كمياتها على عدد السعرات الحرارية اللازمة للطفل يومياً تبعاً لعمره، وفيما يلي توضيح لكل منها:
البروتينات
تعد البروتينات من الأغذية قليلة السعرات الحرارية بالإضافة إلى احتوائها على البروتين المهم لبناء الجسم. من اهمها:
تتعدد أنواع الخضراوات وألوانها ومذاقها وتعد من أكثر الأطعمة فائدة نظراً لاحتوائها على الألياف والفيتامينات وقلّة ما تحتويه من سعرات حراريّة. لكن غالباً، يرفض الطفل تناولها لذلك يمكنك تقديمها بأكثر من طريقة كأن تكون مطبوخة نيئة أو مسلوقة (الملوخية و السبانخ المطبوخة). كما تساعد الخضراوات على تجنب مشكلة الإمساك وخاصة الخضراوات الورقية مثل الخس والجرجير والسبانخ و البقدونس حيث انها غنية بالألياف. يمكن جعلها اطعمة للتسليّة بدل البطاطس والحلويات وذلك بغسلها وتجهيزها كالجزر والخيار ثم توضع في الثلاجة ليتسلى عليها الطفل حيث يمكن تقديمها مع الزبادي أو صوص ذو طعم جيد. كما يمكن تعويد الطفل على أكل السلطات بانواعها ولتحسين طعمها يضاف اليها صوصات متنوعة حسب تفضيل الطفل.
البطاطس يجب تجنبها كونها تحتوي على سعرات حراريّة عالية تسبب السمنة.
تعدّ مصدراً للألياف ما عدا المنقى منها ...ويفضل اختيار أصناف الحبوب الكاملة مثل الشوفان. و من الحبوب المقيدة قليلة السعرات الحرارية الفول والخمص و العدس.
الفواكه غنيّة بالألياف والفيتامينات و يفضلها الكثير من الأطفال أكثر من الخضراوات بسبب حلاوة طعمها (لاحتوائها كميات بسيطة من السكر)، ولا ضير من تشجيع الطفل على تناولها باعتدال والتنويع بينها….لكن لا يجب كذلك الإكثار منها لاحتوائها على السكر. وأنصح هنا بترك صحن من الفاكهة (أو العصير المحضّر بالخلاط) جاهزة في الثلاجة ليتسلى عليها الطفل عند الحاجة بدلاً عن الحلويات والبطاطس. إذا كان طفلك يحب العصير، يمكن تحضير العصائر الفاكهة بالخلاط او شرائها من محلات العصائر الطازجة.
لا أنصح باستخدام المحليات الصناعية أو تناول العصير الجاهز (لاحتوائه على ماء وسكر وصبغات).
ينصح بتناول الطفل مشتقات الألبان يومياً، ويفضل تناول الزبادي لقدرتها على زيادة الإحساس بالشبع دون إحتوائها على سعرات حراريّة كثيرة. وأنصح هنا بالتعود على تناول الزبادي اليونانيّة بمختلف نكهاتها وذلك لطعمها الجيد حيث يمكن استخدامها بدل الخلى و المخبوزات (طبعاً بإعتدال).
مسببات السمنة (يلزم الإبتعاد عنها)
تحتوي الأطعمة والمشروبات المصنّعة والحلويات والوجبات السريعة على كميات كبيرة من الملح والدهون والسكر والزيوت المهدرجة، كما أنها غنية بالسعرات الحرارية ويشعر الطفل بعد تناولها بالشبع؛ مما يحرمه من تناول الأغذية الصحية الضرورية. لذلك، يفضّل تقليل استهلاك الأطعمة التالية:
اجعل خيارات الطعام الصحي متاحة لطفلك ولجميع أفراد الأسرة في المنزل وخارجه وخزنها في مكان يسهل للأطفال رؤيتها، ويُنصح بعدم شراء الأغذية المضرة وفي حال شرائها لابد من تخزينها في مكان بعيد ومخفي.
كيف تزيد من نشاط طفلك البدني؟
إن الحركة البدنية مهمة في حرق السعرات الحرارية التي توجد في الوجبات والأطعمة التي يتناولها طفلكم، حيث تتحول السعرات الزائدة إلى دهون في حال لم تحرق مما يزيد من السمنة.
يجب جعل الحركة عادة يومية للطفل واحرص على تشجيع طفلك على المشي يومياً سواء حول المنزل أو داخله أو في الطريق لأداء الصلاة، كما يمكن زيارة المولات المكيفة في فصل الصيف و التجول فيها يومياً دون تناول الوجبات والحلويات طبعا.
يُنصح بالمشي بمقدار 10 آلاف خطوة يومياً على الأقل للحفاظ على صحة القلب والدورة الدموية وتنشيط العضلات ومعدلات الحرق، وهناك العديد من التقنيات الحديثة التي تساعد في تتبع عدد الخطى والمسافة المقطوعة مثل الجوال أو الساعة الذكية.
يستحسن غرس مفهوم النشاط البدني في ذهن الطفل وجعله ممتعاً، لأن ذلك سيحفزه على القيام به بشكل مستمر مما يفقده الوزن الزائد. يمكن تقسيم الأنشطة البدنية على عدة دفعات متكررة لمدة (5-10) دقائق لكل نشاط أو الاشتراك في نادي رياضي للسباحة أو ممارسة الألعاب الرياضية مع الأصحاب في الملعب مثل كرة القدم والسلة، وهناك العديد من الأنشطة البسيطة والممتعة التي يمكنه القيام بها بمفرده أو مع الوالدين والإخوة مثل القفز على الحبل وركوب الدراجة.
من المفضل ألا يزيد وقت استخدام الأجهزة الذكية (جوال، تلفزيون، بلايستيشن) عن ساعتين يومياً ويتم توزيعها على مدار اليوم….طبعا كلما قللنا منها كلما كان أفضل.
ملخص النصائح الهامّـــة
وأخيراً، فإن السلوك الإيجابي من قبل الوالدين واتباع نظام المكافآت وتعزيز ثقة الطفل بنفسه وإحساسه بالمسؤولية، جميعها قيم ستساعد جميع أفراد الأسرة على البدء الصحيح والاستمرار في عيش حياة صحية سعيدة.
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.
مواضيع ذات صلة
الأسئلة متاحة للموضوع
أسئلة الموضوع
لم تجد إجابة على سؤالك؟