الخصية المعلقة (المهاجرة)

شارك

مفضلة: 1

زيارات: 64

wave

1/30/2023 9:15 am

مقدمـة

أهلا بكم في عيادتي...سأشرح لكم هنا عن الخصية المعلقة والخصية المطاطيّة والفرق بينهم، ومتى تحتاج حالة الطفل للعلاج؟ وكيفيّة العلاج؟ وما هو التأثير المستقبلي على الطفل؟

أثناء تكوّن الجنين الذكر في رحم امّه، تتكون الخصيتان في البطن بجوار الكلى ثم تنزلان تدريجيًا نحو الأسفل وصولًا لكيس الصفن قبيل الولادة. في بعض الحالات لا يكتمل نزول إحدى الخصيتين أو كلاهما إلى كيس الصفن (المكان الطبيعي) ملكنها قد تعلق عادًة في أسفل البطن (المنطقة الإربيّة) أو نادرًا داخل البطن وتسمى عندها الخصية المعلقة أو المهاجرة.

تحدث هذه الحالات عند 3% من الأطفال الذكور عند الولادة وترتفع النسبة إلى 30% في حال كون الطفل خديج (ذو ولادة مبكرة).

في الكثير من الحالات قد تنزل الخصية المعلقة إلى مكانها الطبيعي تلقائيًا دون تدخل الأشهر الست الأولى من عمر الطفل، وفي حال عدم نزولها بعد سم الستة أشهر فستحتاج على تدخل جراحي لإنزالها وتثبيتها في مكانها الطبيعي.

الفرق بين الخصية المعلقة والنطاطة

الخصية المعلقة: تبقى خارج كيس الصفن ولا ترى ابدًا داخله، كما يصعب إنزالها إلى مكانها الطبيعي عندما أفحص الطفل. هذه الحالة تستدعي العلاج بعد سن ستة أشهر.

الخصية النطاطة: يمكن ان يلاحظها الأهل احيانًا في مكانها (كيس الصفن) خاصّة بعد الاستحمام، ولكنها قد تختفي مرات أخرى. اثناء فحصنا في العيادة، سأتمكن من إنزالها بسهولة إلى مكانها الطبيعي. هذه الحالة لا تحتاج إلى العلاج، حيث انها ستنزل مع الوقت وبلوغ الطفل. تحتاج فقط للمتابعة والفحص سنويًا.

أسباب الخصية المعلقة

المسببات وراء خصية المعلقة غير معروفة حتى الآن، لكن عددًا من العوامل قد يزيد من خطر الإصابة مثل:

  • الولادة المبكرة (أطفال الخداج)
  • انخفاض الوزن عند الولادة
  • اختلال الهرمونات عند الأم الحامل
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالخصية المعلقة أو مشاكل في نمو الأعضاء التناسلية

هل تؤثر الخصية المعلقة في المستقبل؟

حالة خصية واحدة معلقة: كما هو الحال في الكلى، فإن وجود خصية واحدة سليمة كافي للقيام بوظائف الخصية وهي: الخصوبة (الإنجاب) وإفراز الهرمونات الذكريّة (التي تعطي الصفات الذكريّة). لذلك لن يتاثر الطفل إذا كانت خصية واحدة متأثرة.

حالة الخصيتان معلقتان: في حال عدم نزول الخصيتان فستتأثر القدرة على الإنجاب حتى مع العلاج. ففي حال تقديم العلاج الجراحي (إنزال الخصيتين وتثبيتها) فإن نسبة التأثر ستكون ستنخفض 50% تقريبًا. أما في حال عدم العلاج فإن نسبة التأثر سترتفع إلى 90%، أي في الغالب سيصاب بالضعف على الإنجاب إذا لم يتمن العلاج.

تشخيص الحالة

  • في أغلب الأحيان نعتمد في تشخيص الحالة على الفحص السريري في العيادة، حيث سنلاحظ عدم وجود الخصية في كيس الصفن ونجدها عادًة في المنطقة الأربية للطفل (أسفل البطن).
  • من المهم أثناء الفحص السريري التفريق بين الخصية المعلقة والخصية النطاطة لأن لكل منها طريقة علاج مختلفة كليًا، والفرق الأساسي بينهما أنه يمكننا إنزال الخصية النطاطة باليد بسهولة إلى كيس الصفن أثناء الفحص السريري، بينما لا يمكن تحريك الخصية المعلقة بنفس الطريقة.
  • تشخيص الخصية المعلقة (المهاجرة) هو مبني على الفحص السريري فقط ولا حاجة عادة لعمل أي أشعة صوتية أو أشعة رنين مغناطيسي الا في حالات نادرة ومعينة.
  • إذ لم تكن الخصية محسوسة في المنطقة الإربيّة، فسنطلب منكم عمل اشعة صوتيّة للتأكد من مكانها.
  • في الحالات النادرة، إذا لم يتم العثور على الخصية في المنطقة الإربيّة...فسنقرر عمل منظار للبطن للبحث عنها وإنزالها إن وجدت بحالة جيدة، حيث انها قد تكون ضامرة او لم تتكون (أي ولد الطفل بخصية واحدة فقط).

أهمية العلاج في الوقت المناسب

توقيت العلاج:

  • تعتبر الجراحة العلاج الأنسب والأكثر فعاليّة، حيث تقترب نسبة نجاحها إلى 100% عند إجرائها في السن المناسبة وعدم التأخر في العلاج.
  • إن التأخر في الجراحة لسنوات يزيد من احتمال فشل العلاج، لأن أنسجة الطفل الطريّة تصبح يابسة، كما تزيد المسافة بين الخصية المعلقة وكيس الصفن.
  • بعد التشخيص الصحيح للطفل ومتابعته في العيادة، يتم تأجيل العملية الى السن المناسب وهو بين ستة أشهر وحتى السنة. وذلك لإعطاء فرصة للخصية كي تنزل من نفسها في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل.

الهدف الأساسي من علاج الخصية المعلقة هو الوقاية من المخاطر المحتملة من وجود الخصية خارج كيس الصفن وتشمل هذه المشاكل ما يلي:

  • العقم وضعف الخصوبة: كيس الصفن هو المكان الأمثل لإنتاج الحيوانات المنوية السليم، حيث تحتاج الخصية لتعمل بشكل طبيعي درجة حرارة أقل من حرارة الجسم وهذا متوفر في كيس الصفن. إن وجود الخصية خارج الكيس تعرضها لحرارة مرتفعة تؤثر على نضج الحيوانات المنوية وعددها وقد يؤثر ذلك على الإنجاب
  • التواء الخصية: الخصية المعلقة أكثر عرضة للإلتواء (حيث من الممكن ان تلتف مما يسبب توقف تدفق الدم إلها وبالتالي موتها). عندما يحدث الالتواء فسيشعر الطفل بآلام حادة لا تتوقف، تستوجب التوجه إلى الإسعاف فورًا.
  • الفتق الأربي: عادة ما يصاحب الخصية المعلقة فتق إربي (فتق أسفل البطن)، وذلك بسبب عدم انغلاق القناة الواصلة بين داخل البطن والمنطقة الإربيّة.
  • العامل النفسي: إن وجود خصية واحدة قد يؤثر سلبياً على نفسية الطفل كونه مختلف عن أمثاله من الذكور.
  • أورام الخصية: وجود الخصية في البطن يزيد من فرصة تحولها إلى ورم سرطاني -لا سمح الله- خاصة أثناء فترة البلوغ، فتساعد الجراحة المريض على الفحص الذاتي للتشخيص المبكر.

خيارات العلاج:

  • لا ننصح بالعلاج الهرموني بسبب قلة نسب نجاحه
  • في اغلب الأحيان عندما تكون الخصية محسوسة بالفحص السريري في المنطقة الإربية تتم عملية التثبيت بعملية واحدة.
  • في بعض الحالات عندما لا تكون الخصية محسوسة في أسفل البطن، قد نحتاج لعمل منظار للبطن

إجراءات العمليّة

قبل العملية:

لا تتطلب جراحة إنزال الخصية فحوصات مخبرية قبل إجرائها غير عمل تحليل مستوى الدم وعوامل التخثر، ويحضر الطفل صائمًا قبل العملية بستة ساعات على الأقل.

خطوات العملية:

  • يوضع الطفل تحت التخدير ونقوم بإجراء شق بطول (1-2 سم) تقريبًا في منطقة كيس الصفن أو الفخذ لتحرير الخصية من الأنسجة المجاورة ومن ثم إنزالها للأسفل ثم تثبيتها في كيس الصفن عبر شق جراحي ثاني صغير.
  • نقوم بعمل جرح ثاني في كيس الصفن لتثبيت الخصية في مكانها الطبيعي
  • نستعمل خيوط تذوب من نفسها ولا تحتاج للإزالة
  • إذا لوحظ وجود فتق أربي، يتم إصلاحه في نفس العملية، ثم يغلق الجرح الخارجي بخيوط جراحية قابلة للذوبان.
  • يغطى الجرح بضماد لاصق..لا تحتاج لإزالته
  • تستغرق العمليّة في العادة ساعة واحدة

بعد العملية:

يُنقل الطفل لغرفة الإفاقة لحين الإفاقة الكاملة من التخدير، حيث يراقب لمدّة 20-30 دقيقة. بعدها ينقل مجددًا إلى غرفته.

في الغرفة: سيكون الطفل نائما من آثار التخدير، انتظروا عليه ليفيق تمامًا ويبكي او يتكلم قبل إعطاؤه الرضعة او شرب السوائل.

بإمكانكم مغادرة المستشفى في حال

  1. بعد 4-5 ساعات
  2. إذا كان الطفل يستطيع الرضاعة أو الشرب
  3. الجرح جاف (ليس عليه دماء)
  4. لا يعاني الطفل من الم شديد

العناية في المنزل بعد العملية

سيتم تقييم الطفل في العيادة بعد حوالي أسبوع من الجراحة، ويرجى اتباع التعليمات التالية بعد العودة إلى المنزل:

  • المسكّن: ننصح بإعطاء الطفل مسكن ادول كل 4 ساعات بانتظام بعد العمليّة لمدّة 24 ساعة، بعدها يعطى كل 4 ساعات فقط عند اللزوم ...اي عند وجود ألم.

  • العناية بالجروح :

عادًة ما يكون هناك جرحان؛ جرح في اسفل البطن نستخدمه لتحرير الخصية من الأنسجة المحيطة بها، وجرح في كيس الصفن (عند مكان الخصية) يستخدم لتثبيت الخصية.

  1. الجرح في أسفل البطن: مغطى بضماد لاصق لا يحتاج للتغيير، كما يرجى الحفاظ عليه جافًا (لا يجيه الماء) خلال الايام الثلاثة الأولى بعد العملية، ومن الممكن الاستحمام في اليوم الرابع. إذا طاح الضماد لا يحتاج وضع آخر مكانه.
  2. الجرح عند الخصية: هذا الجرح لا يوجد عليه ضماد، لذا يلزم عند كل تغيير للحفاظ، تنظيفه بالماء العادي ومن ثم دهنة بمرهم الفيوسيدين لمدّة أسبوع (موجود في الوصفة)، ثم تضع عليه الحفاظ مباشرًة.
  • من الطبيعي أن يتورم كيس الصفن قليلًا بعد العملية مباشرة وسيتحسن مع الوقت
  • الغرز الجراحية قابلة للامتصاص ولا تحتاج للإزالة، كما قد تسقط من نفسها
  • يقفل الجرح خلال 3 أيام ….ولكن يحتاج إلى شهر تقريبا ليلتأم يشكل كامل
  • وفقًا لعمر الطفل، يُنصح بتجنب الألعاب الحركية العنيفة خلال أول (2-3) أسابيع بعد العملية

علاج لخصية الغير محسوسة

إذا لم يتم العثور على الخصية في المنطقة الأربيّة اثناء الفحص أو بواسطة الاشعة الصوتيّة، فسأقوم بفحص الطفل مرة أخرى تحت التخدير ويكون الإجراء الجراحي كما يلي:

الاحتمال الأول: إذا تبين أن الخصية موجودة في المنطقة الأربيّة، سأقوم بإجراء الجراحة التقليدية (كما ذُكر سابقاً)

الاحتمال الثاني: في حال لم تكن موجودة في المنطقة الإربيّة، سأستخدم الجراحة بمنظار صغير للبطن عن طريق السرة للبحث عن الخصية.

جراحة المنظار للخصية المعلقة

عملية نجريها تحت التخدير العام، وهي كذلك من عمليات اليوم الواحد، وتختلف عن عملية التثبيت التقليديّة باستخدام المنظار. يتم إدخال المنظار والأدوات المستخدمة من خلال فتحات صغيرة (3-5 مم) في البطن ثم إنزال الخصية إن وُجدت وتثبيتها في كيس الصفن على مرحلة واحدة أو مرحلتين وفقًا لحالة الطفل.

هناك عدة احتمالات عند إجراء المنظار للخصية المعلقة:

  • الخصية السليمة موجودة داخل البطن: عندها سأقوم بإنزالها على مرحلتين يفصل بينهما ستة أشهر.
  • الخصية سليمة موجودة في المنطقة الأربية: في بعض الحالات نكتشف بالمنظار بأن الخصية فعلاً موجودة ولسبب ما لم نتمكن من العثور عليها قبل إجراء العملية، عندها يتم تثبيت الخصيّة بالطريقة التقليدية كما وضحت سابقاً على مرحلة واحدة.
  • عدم وجود الخصية: قد يُظهر تنظير البطن عدم وجود خصية إما لعدم تكونها أو ضمورها في وقت سابق وهنا لا حاجة لعمل شيء وإنهاء الجراحة.
  • وجود خصية ضامرة: قد تكون الخصية ضامرة أو ضعيفة النمو، وهنا يفضل إزالتها لتجنب تكون الأورام مستقبلاً.

العملية على مرحلتين: تستخدم عندما تكون الخصية في البطن وبعيدة عن كيس الصفن مما يضطرنا إلى ربط الأوعية الدموية المغذية للخصية وتركها إلى أن تتكون أوعية جديدة قريبة وبذلك يمكن إنزالها في العملية الثانية بعد 6 اشهر.

متى تحتاج مراجعتنا بشكل مستعجل؟

سنعطيكم موعد لزياتنا بعد أسبوع تقريبًا، لكن يرجى مراجعة العيادة أو الطوارئ فورًا إذا لوحظ على الطفل أي من الأعراض التالية بعد الجراحة:

  • نزيف أو إفرازات مستمرّة من الجرح
  • ارتفاع في درجة الحرارة
  • عدم القدرة على التبول
  • احمرار أو تورم شديد في كيس الصفن

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.