الحمية للمصابين بداء الأمعاء الالتهابي

شارك

مفضلة: 1

زيارات: 5

wave

10/5/2022 10:55 am

مقدمة

أهلاً بكم في عيادتي، أتمنى أن تكونوا بتمام الصحة والعافية. سأتحدث اليوم عن الحمية الغذائية لمرضى داء الأمعاء الالتهابي. سنُوْجز الحديث عن الداء، تعريفه وأعراضه، وعلاجه، ونركز على توصيات الغذاء في فترات نشاط وسكون المرض، وذكر الأطعمة المناسبة لكل فترة.

بدايةً، لنتحدث عن داء الأمعاء الالتهابي باختصار. داء الأمعاء الالتهابي هو مرض قابل للعلاج ولكنه مزمن. يستخدم مصطلح الداء للإشارة إلى مرضين محددين ومنفصلين: التهاب القولون التقرحي، وداء كرون. يتركز الالتهاب في القولون التقرحي في القولون أو الأمعاء الغليظة، بينما قد يصيب داء كرون أي جزء من الجهاز الهضمي. لا يوجد مسببٌ معروف للمرض، وتختلف أعراضه من شخص إلى آخر حسب موقع وحدّة الالتهاب، لكنها تتضمن بشكل عام الإسهال، الحمى والتعب، آلام وتقلصات في المعدة وظهور دم في البراز.

تتمايز تجارب المرضى بشكل كبير في داء الأمعاء الالتهابي، حيث يتميز بفترات متقطعة من المرض النشط تتسّم بتفاقم الأعراض، وفترات سكون تهدأ فيها أعراض المريض. تختلف مدة وشدة الفترة النشطة بشكل كبير من شخص لآخر، ويتضمن علاج المرض علاجاً طبياً بالأدوية بالإضافة إلى تغييرات في النظام الغذائي، وفي حالات الالتهاب الشديد قد تلزم الجراحة.

سنركز في مقالنا على التوصيات الغذائية المقترحة للداء، والتي تختلف لكل مريض بناءً على المرض الذي يعانون منه (مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي)؛ موقع ومدى انتشار مرضهم؛ وما إذا كان مرضهم نشطًا أم في حالة سكون. لذلك يجب مراجعتنا بالتعاون مع اختصاصي تغذية لتحديد العلاجات المناسبة لكل مريض.

أمراض الأمعاء الالتهابية وسوء التغذية

غالبًا ما يرتبط مرض التهاب الأمعاء بسوء التغذية بسبب:

  1. سوء الهضم
  2. سوء امتصاص العناصر الغذائية بما في ذلك البروتين والدهون والكربوهيدرات والماء والفيتامينات والمعادن
  3. فقدان الشهية وفقدان الوزن بشكل غير مقصود
  4. زيادة احتياجات الجسم من السعرات الحرارية، خاصة أثناء المرض. يجب استهلاك المزيد من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، الأمر الذي قد يكون صعباً حالَ نشاط الأعراض

خطة النظام الغذائي

يتفق الأطباء وخبراء التغذية على أن الطعام قد يلعب دورًا ما في عملية الالتهاب الأساسية التي تسبب أعراض مرض التهاب الأمعاء لكنّ الطعام بحد ذاته ليس مسبباً أو علاجاً للداء. تشمل خطة العلاج علاجاً طبياً يتضمن أدوية خاصة نصفها لك حسب حالتك، مع خطة النظام الغذائي مكملةً للعلاج الطبيّ وليست بديلاً عنه.

سأورد في السطور القادمة ذكر التوصيات الغذائية أثناء نشاط المرض، وأثناء سكونه.

تهدف التوصيات الغذائية المذكورة هنا إلى توفير بعض الإرشادات العامة جدًا فقط. لا توجد خطة غذائية واحدة تناسب جميع المرضى، لذلك يُوصى بالمتابعة المستمرة معنا ومع اختصاصي التغذية. بشكل عام يُوصى بوجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم، حيث يتحملها الجسم بشكل أفضل، وقد تساعد في زيادة المدخول الغذائي اليومي.

توصيات الغذاء أثناء نشاط المرض

كما أسلفنا الذكر فإن الأمر يختلف من مريض لآخر، لذلك تجب زيارتنا للاستشارة بالتعاون مع اختصاصي تغذية لتحديد النظام الغذائي الذي يناسبك، لنتأكد أنّ جسمك يتلقى العناصر الغذائية الضرورية.

قد تؤدي بعض الأطعمة إلى تفاقم الأعراض، بينما قد يؤدي البعض الآخر إلى تهدئتها وتعزيز الشفاء. لذلك ينبغي التنبّه لأكلك واستجابة جسمك له كجزء هام من خطة العلاج الشاملة لداء الأمعاء الالتهابي. قد يساعد إبقاء سجل خاص بأكلك واستجابة جسمك له بمتابعة أعراضك وتحسينها.

تتضمن بعض الأنظمة الغذائية المقترحة أثناء نشاط المرض النظام الغذائي الاستبعادي (حمية الإقصاء)، و النظام الغذائي منخفض الألياف. تتضمن حمية الإقصاء تجنب بعض الأطعمة التي يُحتمل أنّ جسمك لا يتحملها جيداً، مما يساعد في تحديد محفزات التهيّج التي تفاقم أعراض المرض. أما بالنسبة للنظام الغذائي منخفض الألياف، تشير البقايا في الإخراج إلى الطعام المتبقي في جهازك الهضمي بعد انتهاء أولى مراحل الهضم، والتي غالبًا ما تحتوي أليافاً كثيرة لأن الجسم لا يستطيع هضمها بشكل كامل. يهدف هذا النظام لتقليل الضغط على الجهاز الهضمي، من خلال تقليل كمية الألياف المُوصى بها إلى 10-15 جراماً يومياً، بالإضافة لتجنب الأطعمة التي قد تحفز تقلصات البطن والإسهال كمنتجات الألبان وأنواع معينة من الكربوهيدرات.

أطعمة قد يتحملها المرضى أثناء نشاط المرض

  • الفاكهة قليلة الألياف: الموز والشمام وشمام كوز العسل والفواكه المطبوخة. يُوصى بهذا عادةً في المرضى الذين لديهم تضيّق في الأمعاء أو خضعوا لعملية جراحية مؤخرًا.
  • البروتينات الخالية من الدهون: الأسماك، ولحوم الدواجن البيضاء، وفول الصويا، والبيض، والتوفو المتماسك.
  • الحبوب المكررة: العجين المخمر أو البطاطس أو الخبز الخالي من الغلوتين والمعكرونة البيضاء والأرز الأبيض ودقيق الشوفان.
  • خضروات مطبوخة بالكامل منزوعة الجلد والبذور وغير صليبية: كأطراف الهليون والخيار والبطاطس والقرع.
  • المكملات الغذائية عن طريق الفم أو مشروبات البروتين المعدّة في المنزل: وهذه نحددها بالتعاون مع اختصاصي التغذية حسب احتياجاتك الغذائية.

توصيات الغذاء أثناء سكون المرض

في هذه الحالة تستطيع إعادة إدخال بعض أنواع الغذاء ببطء إلى نظامك. تجدر الإشارة إلى أهمية الحفاظ على نظام غذائي متوازن ومتنوع حتى عند سكون المرض، حيث تميل أدوية أمراض الأمعاء الالتهابية إلى أن تكون أكثر فاعلية في الأشخاص الذين يتمتعون بتغذية جيدة، لذا حاول تضمين ما يلي في نظامك الغذائي كل يوم:

  • التروية الجيدة: 8-10 أكواب من الماء
  • الأطعمة الغنية بالألياف: نخالة الشوفان والفول والشعير والمكسرات والحبوب الكاملة، ما لم يكن لديك تضيق في الأمعاء أو خضعت مؤخراً لجراحة، فقد ننصح باتباع نظام غذائي منخفض الألياف.
  • البروتينات: مثل اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض والمكسرات والدواجن وفول الصويا.
  • الدهون الصحية: مثل أحماض أوميجا 3 الدهنية وزيت الزيتون وزيت الكانولا.
  • الفواكه والخضروات: منزوعة الجلد والبذور وذات اللون الداكن.
  • مكملات الفيتامينات والمعادن على النحو المُوصى به من قبل طبيبك.
  • الأطعمة الغنية بالكالسيوم: مثل الكرنب والزبادي والكفير والحليب (إذا كنت تعاني من عدم تحمل اللاكتوز ، اختر منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز أو استخدم إنزيم اللاكتيز الهضمي).

حسب الدراسات، يرتبط الغذاء النباتي دون الحاجة لشرب الماء كثيراً بحالات سكون أكثر للمرض في مرضى داء القولون التقرّحي ، بينما لوحظت حالات سكون أكثر للمصابين بداء كرونز بحمية تتضمن الغذاء النباتي بالإضافة إلى شرب الماء كمصدر تروية. مع ذلك لا توجد نتائج بحثية تدعّم نظاماً غذائياً موحداً أو اتجاهات غذائية محددة، لذلك نُوصي بكل الحالات بالحفاظ على نظام غذائي متوازن.

متى تحتاج للتواصل معنا؟

عزيزي المريض، يُرجى مراجعتنا في حال:

ملاحظة تفاقم أعراضك كالإسهال والقيء والحمى والتعب ووجود دم في البراز

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على أسئلة الموضوع أو إضافة سؤال في اسفل الصفحة هنا. كما يمكنك التواصل معنا عبر خاصيّة المحادثة في صفحتي الشخصيّة (تحتاج إدخال رمز المحادثة

مواضيع ذات صلة

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟