10/5/2022 10:44 am
مقدمة
أهلًا بكم في عيادتي. سأتناول موضوع حساسية الغلوتين أو مرض سيلياك. سأبدأ بمقدمة حول المرض، ثم سأذكر أسبابه وعوامل الخطر والأعراض المصاحبة، وأختم بكيفية التشخيص مع سرد بعض المضاعفات والتطوّرات البحثية المتعلقة بهذا المرض.
يُعد مرض سيلياك من الأمراض المناعية التي تصيب الجهاز الهضمي، وبالأخص الأمعاء الدقيقة، والتي تتمثل وظيفتها فيما يلي:
كيف يحدث؟
يحدث مرض سيلياك نتيجة اعتلالٍ في استجابة الجهاز المناعي لنوعٍ من البروتيناتِ يسمّى: الغلوتين، وهذا يؤدي إلى التهاب جدار الأمعاء الدقيقة وقِصَر الأهداب (شعيرات امتصاص الغذاء)، وبالتالي تضعف امتصاص العناصر الغذائية. هذا الغلوتين موجود في حبوب القمح والشعير، ومن ثم فإنه يدخل في تركيب العديد من الأطعمة المصنوعة من هذه الحبوب، مثل:
ومع أنه لم يُكتشَف بعدُ أيُّ علاج يشفي شفاءً تامًا من مرض سيلياك، فإنّ تجنّبَ الغلوتين في النظام الغذائي عادةً ما يحُد من الضرر الواقع على بطانة الأمعاء الدقيقة وما يخلفه ذلك من ضعفٍ في الامتصاص.
الأسباب وعوامل الخطر
تُعد المملكة من أعلى نسب الإصابة بمرض سيلياك على مستوى العالم بالإضافة إلى السويد والنرويج وإيطاليا والصحراء الغربية. وبحسب آخر البحوث، فلم يتضح حتى الآن سبب أكيد لهذا المرض، وإنما يُعزى الأمر إلى العديد من الأسباب وعوامل الخطر، منها:
الأعراض
تتباين أعراض مرض سيلياك بشكل كبير بين المصابين، فقد لا تظهر الأعراض إطلاقًا، وقد تظهر أعراض خفيفة. وبصفة عامة، قد يشتكي المريض بداء سيلياك من أعراض خاصة بالجهاز الهضمي، مثل:
غير أنّ أعراض المرض ليست حصرًا على الجهاز الهضمي، وهذا الذي يجعله مختلفًا عن الحساسية التقليدية التي قد تحدث عند تناول أطعمة معيّنة؛ فقد يؤثر المرض على أجهزة أخرى مسببًا الآتي:
تُعد هشاشة العظام أو ترققها من الأمراض التي قد تصاحب حساسية الغلوتين، حيث تصل نسبتها إلى الثلث تقريبًا بين المصابين بمرض سيلياك. وفيما يلي بعض النقاط المهمة حول هشاشة العظام:
قد يصاحب حساسية الغلوتين اعتلالٌ مناعيٌ في الغدة الدرقية، ما يُعرف باعتلال هاشيموتو. وكما هو الحال في مرض سيلياك، ففي اعتلال الغدة الدرقية تهاجم أجسامٌ مناعيةٌ نسيجَ الغدة الدرقية، وقد يؤدي ذلك إلى تحفّز الغدة الدرقية وإفراز الهرمونات بكثرة، ثم إلى كسل في آخر الأمر حين تقل هرمونات الدرقية. وفيما يلي بعض النقاط المهمة حول المرض:
تقييم الحالة والتشخيص
ليس من السهل تشخيص مرض سيلياك نظرًا إلى كثرةِ الأعراض وتباينها، واشتراكِ أمراض أخرى في التسبب بهذه الأعراض، لكن لحسن الحظ تتوفر فحوصات لتمييز هذا المرض عن غيره، وقد أدى هذا بالإضافة إلى وعي المجتمعات تجاهه إلى التشخيص المبكر للمرض والتحكم فيه برغم أعداده المتزايدة. لذا، فإنّ تقييمَ الحالة يتمحور حول ما يلي:
صور المرض
ليس للمرض صورة واحدة يظهر بها، لا على مستوى الأعراض، ولا على مستوى التحليل، ومن ثم قد يكون الشخص مصابًا بمرض سيلياك دون معاناته أيَّ أمراض، كما يلي:
المضاعفات
غالبًا ما تتحسن أعراض مرض سيلياك بعد اتباع نظامٍ غذائي خالٍ من الغلوتين، غير أنه في بعض الأحيان قد تحدث مضاعفات، منها:
العلاج
يُعد النظام الغذائي الخالي من الغلوتين هو حجر الأساس في علاج مرض سيلياك. بعبارة أخرى، لا بد من الامتناع عن أي طعام يحتوي على الغلوتين مدى الحياة. وفيما يلي بعض النقاط المهمة المتعلقة بذلك:
التطوّرات البحثية
في العام الماضي نُشرت دراسةٌ تناولتْ أولَ دواءٍ يصل إلى المرحلة الثانية من التجارب السريرية، وقد حاز الموضوع اهتمامًا بالغًا ونُشرت الدراسة في إحدى أعرق المجلات الطبية. وفيما يلي بعض النقاط المتعلقة بهذا الدواء:
وقد أُخذتْ بضعُ ملاحظات على هذه الدراسة، منها:
وحاليًا تتناول الدراسات إمكان التعديل الوراثي للقمح لتخفيف أضرار الغلوتين على الأمعاء. هذا، وقد كان للمملكة كذلك جهود بحثية حثيثة في دراسة حساسية الغلوتين، منها:
متى تحتاجون إلى التواصل معنا؟
يُرجى مراجعة العيادة أو الطوارئ في الحالات الآتية:
إذا كانت لديك أي أسئلة أو استفسارات، فبإمكانك الاطلاع على أسئلة الموضوع أو إضافة سؤال في أسفل الصفحة هنا. كما يمكنك التواصل معنا عبر خاصيّة المحادثة في صفحتي الشخصيّة (تحتاج إلى إدخال رمز المحادثة).
الأسئلة متاحة للموضوع
أسئلة الموضوع
لم تجد إجابة على سؤالك؟