جراحة البنكرياس

شارك

مفضلة: 0

زيارات: 7

wave

8/14/2022 9:29 am

مقدمة

أهلاً بكم في عيادتي، سأشرح لكم هنا عن جراحة البنكرياس …ما هي؟ دواعيها؟ أنواعها؟ كيفية إجرائها؟ وما هي المخاطر المحتمل حدوثها أثناء وبعد الجراحة؟

يصاب البنكرياس ببعض الأمراض التي تستدعي التدخل الجراحي، ومن أشهرها الإصابة بسرطان البنكرياس؛ حيث يكون التدخل الجراحي في هذه الحالة غالباً للاستئصال الجزئي للبنكرياس، وهو الخيار الأمثل للعلاج.

دواعي جراحة البنكرياس

  • أورام البنكرياس
  • التهاب البنكرياس الحاد أو المزمن
  • إصابات البنكرياس

أنواع جراحة البنكرياس

  • يعتبر البنكرياس من أعضاء البطن الأكثر حساسيّة لأي تدخل جراحي، حيث يصعب التعامل معه
  • نفضّل عادةً تفادي التدخل الجراحي في أمراض البنكرياس، ولكن في بعض الحالات يكون هو الأنسب لحالة المريض
  • نحدد طبيعة التدخل على حسب نوع المرض (التهاب-ورم-إصابة) ومكانه في البنكرياس (الرأس-الذيل) وفي حالة الأورام، حسب مدى انتشارها. نستنتج هذه المعلومات من خلال إجراء الأشعة (المقطعيّة أو الرنين المغناطيسي)
  • في بعض الأحيان لا يمكننا التأكد من نوع المرض أو الورم ومرحلته (انتشاره) أو قربه للشرايين الرئيسية للبطن والأمعاء إلا أثناء العمليّة
  • على حسب نوع المرض ومرحلته، يوجد نوعان من جراحة البنكرياس: الجراحة العلاجية والجراحة التلطيفية

الجراحة العلاجية

كما أسلفنا فإن عمليات البنكرياس معقدة و قد تصاحبها مضاعفات كثيرة، ولا نلجأ إليها في حالة الأورام إلا إذا أكدت الفحوصات أنه من المفيد استئصال هذا الورم، وتشمل الإجراءات الجراحية ما يلي:

  • استئصال رأس البنكرياس (عملية ويبل)

يُعرف باستئصال البنكرياس والاثني عشر، وهو عملية معقدة نجريها لإزالة:

  1. سرطان رأس البنكرياس
  2. سرطان الاثني عشر المجاور للقنوات الصفراوية
  3. سرطان القنوات الصفراويّة المجاورة للبنكرياس

وهي الجراحة الأكثر استخدامًا لعلاج سرطان البنكرياس.

تفاصيل العمليّة

في هذه الجراحة، نزيل رأس البنكرياس والأعضاء المجاورة له مثل الاثني عشر وجزء من القناة الصفراوية والمرارة. في حال تم إجراؤها لسرطان البنكرياس، فقد نزيل العقد الليمفاوية القريبة من البنكرياس وفي حال انتشار المرض للأعضاء المجاورة فنحتاج لإزالة جزء من المعدة، وأجزاء من الأمعاء والقولون.

بعد الاستئصال، يتم توصيل المتبقي من البنكرياس في الأمعاء لتجري افرازاته بشكل طبيعي وتعد هذه الوصلة الأكثر تعرضاً لاحتمال التسريب، كما نصل المتبقي من المعدة والقنوات الصفراوية بالأمعاء كذلك ليتمكن المريض من الأكل بشكل طبيعي

نجري هذه العملية عادة لاستئصال أورام البنكرياس المحدود في منطقة رأس البنكرياس وأورام الاثني عشر والقناة الصفراوية المشتركة ، وهو العلاج الوحيد الذي يمكنه إطالة البقاء على قيد الحياة إذا تم الاستئصال بشكل كامل، ونادراً ما نختار إجراء هذه العمليّة لعلاج اصابة البنكرياس أو التهابه بشكل مزمن

تستغرق العمليّة من 4-10 ساعات حسب صعوبة الحالة و تقدم الورم و طبيعة جسم المريض.

  • استئصال جسم وذيل البنكرياس

نستخدم هذه الجراحة لعلاج الأورام أو الاصابات المحصورة في ذيل وجسم البنكرياس، حيث نقوم باستئصال ذيل البنكرياس مع احتمال استئصال الطحال أيضًا إذا انتشر السرطان إليه، وفي حالة إزالة الطحال فقد يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا، لذلك نوصي أن يحصل المرضى على لقاحات معينة قبل إجراء الجراحة. تعتبر هذه الجراحة أسهل نسبيًا من عملية وبيل. بشكل مشابه لجراحة ويبل، فقد نقوم بهذه العمليّة لعلاج إصابات البنكرياس، وتعد هذه العملية أسهل وأسرع نسبياً حيث لا نحتاج لعمليات إعادة توصيل الأمعاء مع القنوات الصفراويّة وقناة البنكرياس.

  • الاستئصال الكلي للبنكرياس

هذه العملية نادرة جداً حيث نقوم بها في حال انتشار السرطان في جميع أجزاء البنكرياس أو وجود التهاب مزمن يسبب آلام مبرحة لا تستجيب للعلاج.

نقوم فيها باستئصال البنكرياس بالكامل، وقد نحتاج لإزالة المرارة وجزء من المعدة، والأمعاء الدقيقة، والطحال إذا انتشر السرطان إليها.

يمكن للمرضى العيش دون البنكرياس ولكنهم سيجدون صعوبة في التحكم بمستوى السكر في الدم، وسيعتمدون كليًا على حقن الأنسولين، بالإضافة لتناول حبوب إنزيم البنكرياس لمساعدتهم على هضم بعض الأطعمة.

طرق إجراء جراحة البنكرياس

  • الجراحة المفتوحة: هي النهج الأكثر شيوعًا واستخدامًا، وتتم بعمل شق في البطن والوصول إلى البنكرياس واستئصاله جزئيًا أو كليًا.
  • الجراحة بالمنظار: هذه الجراحة أقل تاثيراً على المريض وأسرع في التعافي، وتستخدم في الكثير من عمليات البطن ولكنها أصعب وقد تستغرق وقتاً أطول، كما أنها قد لا تكون مناسبة في معظم حالات جراحة البنكرياس. نجري الجراحة عادة بالمنظار من خلال عدة شقوق صغيرة في البطن وإدخال أدوات جراحية خاصة وكاميرا لاستئصال البنكرياس.

الجراحة التلطيفية

قد نكتشف أن ورم البنكرياس قد انتشر داخل البطن أو إلى اعضاء أخرى، مما يجعل عملية الاستئصال الكامل غير مجدية أو غير آمنة على حياة المريض. يمكن اكتشاف هذا الأمر إما قبل العملية إذا أظهرت الأشعة ذلك، وفي بعض الأحيان لا نكتشفه إلا أثناء العملية حيث أن الأشعة محدودة الدقة في إظهار مدى انتشار الورم للشرايين أو الغشاء البريتوني داخل البطن.

في الحالة السابقة، قد نجري جراحة تلطيفيّة؛ أي لا تهدف لشفاء المريض بل إلى التخفيف من أعراض المرض ومنع حدوث مضاعفات أخرى مثل انسداد القناة الصفراوية الذي يسبب اليرقان والحكة الشديدة في الجلد أو إنسداد الأمعاء الذي يمنع المريض من الأكل بالإضافة إلى الاستفراغ المتكرر.

في حالة انسداد القناة الصفراوية، قد نجري أحد الجراحات التلطيفية التالية:

  1. دعامة القناة الصفراوية: هي الطريقة الأكثر شيوعًا للتخفيف من انسداد القناة الصفراوية، وهي جراحة منظارية يقوم فيها عادة طبيب الجهاز الهضمي بوضع دعامة (عبارة عن أنبوب صغير مصنوع من المعدن) داخل القناة الصفراوية. تساعد الدعامة في إبقاء القناة الصفراوية مفتوحة حتى لو ضغط عليها السرطان المحيط بها. ولكن بعد عدة أشهر، قد تسد الدعامة وقد يحتاج المريض إلى إزالتها واستبدالها بدعامة أخرى.
  2. تحويل مجرى القناة الصفراوية: هي جراحة مفتوحة أو منظارية يقوم الجراح بإعادة توجيه تدفق الصفراء من القناة الصفراوية المشتركة مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة وتجاوز البنكرياس.

تفاصيل جراحة البنكرياس

قبل الجراحة

يجب على المريض قبل إجراء الجراحة زيارة عيادتنا والتحدث معنا عن الآتي:

  • للفحص العام للتأكد من مدى تحمل المريض لعملية طويلة و شاقة
  • متى يمكنه تناول أدويته المعتادة، وما إذا كان يمكنه تناولها في الليلة السابقة ليوم الجراحة أو صباح يوم الجراحة أم لا.
  • متى يتعين عليه التوقف عن تناوُل الطعام أو الشراب في الليلة السابقة للجراحة
  • سيتم شرح طريقة العمليّة واحتمالات المضاعفات المصاحبة لها

أثناء الجراحة

  • في يوم الجراحة، سيقوم الفريق الطبي بإعداد المريض وإعطائه الأدوية التي ستساعده على الاسترخاء وإزالة الشعور بالتوتر
  • بعد تخدير المريض بالكامل، سنقوم بإجراء العملية واستئصال السرطان ونعيد توصيل الأجزاء المتبقية من البنكرياس والمعدة والأمعاء ليتم هضم الطعام بصورة طبيعية‎
  • تستغرق الجراحة من 4 إلى 12 ساعة اعتمادًا على الطريقة المستخدمة ومدى تعقيد العملية‎، و كثيراً ما نقول أن التأخر في العملية من بشائر الخير؛ حيث أننا لا نزال نحاول استئصال الورم ولم نجد ما يوقفنا

بعد الجراحة

ينقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لبضعة أيام للتأكد من استقرار حالته، بعدها ينقل إلى جناح الجراحة العامة ويبقى تحت الملاحظة لمدة أسبوع على الأقل في المستشفى. قد تطول المدة أكثر من ذلك إن حدثت مضاعفات، ويتم علاجها وفقاً للحالة و لذلك فلابد من إجراء هذه العمليات المعقدة في مراكز ذات خبرة وإمكانيات متطورة مثل وجود الأشعة التداخلية والمناظير العلاجية المتطورة والعناية المركزة المتميزة .

يتم متابعة المريض بعد خروجه من المستشفى وحتى تمام التعافي، وقد يعود المريض لممارسة أنشطته اليومية المعتادة في غضون أسابيع بعد العملية الجراحية اعتمادًا على الحالة الصحية للمريض ومدى تعقيد الجراحة.

نتائج الجراحة

نتائج العمليّة وقدرة المريض على الشفاء والحياة دون عودة المرض تعتمد بشكل كبير على:

1) سبب استئصال البنكرياس: إذا كانت العملية بسبب إصابة أو ورم حميد تكون النتائج ممتازة و نتوقع للمريض حياة طبيعيّة نوعاً ما بعد العملية

2) حالة المريض قبل العمليّة: تقدم العمر ووجود أمراض أخرى مزمنة ومتقدمة في القلب والشرايين والرئة يضعف من نتائج العمليّة ويزيد احتمالية المضاعفات

3) خبرة الجراح: تتأثر نتائج العمليّة بشكل كبير بخبرة ومستوى تدريب الجراح والفريق الطبي في إجراء مثل هذه العمليات

في حالة الأورام الخبيثة، يضاف إلى النقاط أعلاه ما يلي:

  • مرحلة المرض: كحجم الورم ومدى انتشاره إلى الغدد اللمفاوية
  • نوع ورم البنكرياس: نتائج ورم خلايا الغدد الصماء عادة أفضل من الخلايا ذات الإفراز الخارجي (الأكثر شيوعاً)

مضاعفات العمليّة

عزيزي المريض، إعلم أنه لا يوجد أي عملية دون احتمال مضاعفات، لكننا نجري العمليات عندما تكون فوائدها للمريض أكبر بكثير من مخاطرها، وحيث أن العلاج الجراحي هو حجر الأساس في كثير من الحالات فلذلك نخاطر بهذه المضاعفات آملين العلاج الأفضل.

من المضاعفات المعروفة لعمليات البنكرياس:

  • النزيف: قد يحدث أثناء أو بعد العملية، بسبب قرب بعض الأورام من الأوعية الدمويّة المهمة في البطن، وغالباً نكون قادرين على التحكم به بسهولة وبعض الأحيان قد يحتاج المريض لنقل الدم , أو للتدخل بالأشعة التداخلية و نادراً ما يحتاج للعلاج بجراحة أخرى
  • تسرب إفرازات البنكرياس أو القناة الصفراوية: وينتج عنها التهابات وبطء في التعافي، ويتم علاجها عادة بوضع قسطرة لتصريف السوائل وتأجيل التغذية بالفم حتى الالتئام
  • الالتهابات: سواء التهاب منطقة الجرح أو داخل البطن
  • الغثيان والاستفراغ المستمر: ينتج عن ضعف حركة المعدة، مما يصعّب من تناول الطعام وعادة ما يتعافى بعد فترة. بعض الأمور التي تساعد في تقليل هذا العارض تناول حصص الوجبات بكمية أقل وتوزيعها على مدار اليوم ؛ أي 6-9 وجبات صغيرة
  • الإصابة بداء السكري: سواءً المؤقت أو الدائم، خاصةً إذا كان المريض معرضاً للإصابة بالسكري من قبل العملية

متى تحتاجون للتواصل معنا؟

أعزائنا المرضى ... نحن نسعى دائماً للعناية بكم بأفضل شكل وقد تحتاجون لزيارتنا بشكل عاجل أو الذهاب لأقرب مركز طوارئ في الحالات التالية:

  • عدم القدرة على الشرب بشكل كاف نتيجة الإستفراغ
  • ارتفاع درجة الحرارة مع آلام في البطن
  • التهاب الجرح (احمرار مع خروج سوائل منه)
  • اليرقان (اصفرار الجلد أو بياض العين)

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات أو توجيه الأسئلة قبيل العملية.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟