سرطان البنكرياس

شارك

مفضلة: 0

زيارات: 5

wave

8/9/2022 6:31 am

مقدمة

البنكرياس عبارة عن غدّة صغيرة تقع خلف الجُزء السُفلي من المعدة، ويُشبه إلى حدّ ما سمكة برأس عريض وجسم مُستدق وذيل مدبب، ويبلغ طوله لدى البالغين حوالي 15 سم. يقع رأس البنكرياس في الجانب الأيمن من البطن عند التقاء المعدة مع الإثني عشر ويقع ذيله في الجانب الأيسر من البطن بجوار الطحال. يتكوّن مُعظم البنكرياس من خلايا خارجية الإفراز تُفرز إنزيمات تُساعد على هضم الطعام وتنتقل هذه الإنزيمات عبر قنوات تتجمع في القناة البنكرياسية التي تندمج مع القناة الصفراوية المشتركة وتُفرغ في الإثني عشر، بينما تُشكّل الخلايا الصّمّاء (داخلية الإفراز) نسبة أقل من خلايا البنكرياس وتُنتج هرمونات الإنسولين والجلوكاجون التي تتحكم في مستوى السكر في الدم.

طبيعته و انواعه

ما هو سرطان البنكرياس؟

يحدث سرطان البنكرياس عندما تؤدي الطفرات في خلاياه إلى تكاثرها خارج السيطرة مما ينتج عنه كتلة من الأنسجة التي قد تكون أحيانًا حميدة وأحيانًا أُخرى خبيثة (سرطانية) كما في سرطان البنكرياس.

أنواع سرطان البنكرياس:

يوجد نوعين رئيسيين تبعًا لنوع الخلايا التي يتكوّن فيها السرطان.

سرطان الغدد خارجية الإفراز: وهو الأكثر شيوعًا، إذ يُشكّل 93% من حالات سرطان البنكرياس، ويتكوّن من تحوّل الخلايا خارجية الإفراز إلى خلايا سرطانية، وله أنواع كثيرة أهمّها السرطان الغُدّي للبنكرياس (adenocarcinoma) الذي يُشكّل حوالي 95% من حالات السرطان خارجي الإفراز.

سرطان الغدد الصماء (داخلية الإفراز): يُعدّ هذا النوع نادرًا، وهو أخفّ حدّةً وأقلّ قُدرةً على الانتشار، إذ يُشكّل حوالي 7% من الحالات، ويُسمّى تبعًا للهرمون مثل أورام الخلايا المُفرِزة للإنسولين (insulinomas) وأورام الخلايا المُفرزة للجلوكاجون (glucagonomas).

أعراض الإصابة

لا يُعاني مُعظم المرضى من أعراض مبكرة لسرطان البنكرياس، لكنها قد تظهر مع تقدّم المرض، وتعتمد على مكان وجود السرطان في البنكرياس، عندما يكون في رأس البنكرياس تظهر عدة أعراض مثل:

1) ألم في الجزء العلوي من البطن، قد يمتد إلى الخلف

2) أعراض نتيجة لانسداد القنوات الصّفراوية مثل:

  • اصفرار الجلد والعينين (يرقان)
  • براز فاتح اللون
  • بول داكن اللون
  • حكّة في الجلد

3) أعراض العامّة:

  • فقدان الوزن دون اتباع حمية غذائية
  • توعّك عام
  • فقدان الشهية
  • ظهور داء السّكري أو تفاقمه

4) أعراض نتيجة انسداد الأمعاء:

  • غثيان واستفراغ متكرر
  • فقدان الوزن

وعندما يكون الورم في الجسم أو الذيل يسبّب ألم في البطن أو الظهر مع فقدان الوزن دون أعراض انسداد القنوات الصّفراوية.

وتظهر الأعراض في حالة سرطان رأس البنكرياس أسرع مما تظهر أعراض جسم البنكرياس أو ذيله.

الأسباب وعوامل الخطر

لا يُعرف بالضبط ما الذي يُسبّب سرطان البنكرياس، ولكن أظهرت الأبحاث وجود بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمال حدوثه وهي نوعين تبعًا لإمكانية تغييرها:

عوامل الخطر القابلة للتغيير:

  • التدخين، وهو من أهمّ عوامل الخطر إذ يُضاعف خطر الإصابة.
  • السُّمنة تزيد خطر الإصابة بحوالي 20%، وتُعدّ زيادة محيط الخصر عامل خطر أيضًا حتى مع عدم وجود السُّمنة.
  • مرض السُّكري، وخاصّة النوع الثاني.
  • التّعرُّض للمواد الكيميائية التي يستعملها عُمّال التنظيف الجاف وعمّال المعادن.
  • الالتهاب المُزمن للبنكرياس، ويرتبط عادةً بالتدخين وشُرب الكحول.

عوامل الخطر غير القابلة للتغيير:

  • التهاب البنكرياس الوراثي المُزمن، نتيجة طفرات جينية تُورّث من الآباء للأبناء.
  • العمر، كل المصابين تقريبًا أكبر من 45 سنة، واثنين من كل ثلاثة أكبر من 65 سنة.
  • الذكور.
  • العرق: يُصاب ذوي البشرة السوداء أكثر من ذوي البشرة البيضاء بقليل.
  • المُتلازمات الوراثية المصحوبة بطفرات جينية تورّث للأبناء، مثل وجود طفرات في جين مُثبّط للأورام BRCA)).

التشخيص

من الصعب اكتشاف سرطان البنكرياس مبكرًا لأنّه عضو عميق داخل الجسم، لذا لا يُمكن لنا أن نكتشف الورم في بدايته خلال الفحص الروتيني. بالإضافة إلى التاريخ المرضي والفحص الجسدي نُجرى فحوصات تصوير وتشمل الآتي:

  • تصوير بالموجات فوق صوتية.
  • تصوير بالأشعة المقطعية.

بعض الأحيان نُجري فحوصات أخرى:

  • تصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تنظير بالموجات فوق الصوتية: وهو عبارة عن منظار مشابه لمنظار المعدة (أنبوب رفيع بكاميرا في طرفه يدخل إلى المعدة من الفم) لكنّه يحتوي على جهاز للأشعّة الصوتية ويسمح بتصوير البنكرياس من خلال جدار المعدة.
  • قد نُجري تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار في بعض الحالات.

فحص الدم: يُمكن الطبيب من اكتشاف بروتين معيّن يُسمّى مُؤشر الورم يدلّ على وجود السرطان عند ارتفاع مستوياته (CA 19-9).

ويتم التشخيص النهائي عادةً بأخذ خزعة من أنسجة البنكرياس وفحصها في المُختبر، وذلك باستخدام إبرة من خلال الجلد، أو أثناء التنظير أو بعملية جراحية.

مراحل سرطان البنكرياس

يُصنّف سرطان البنكرياس إلى خمس مراحل بناءً على حجم الورم ومكانه وانتشاره:

  • المرحلة 0: وتُسمّى السرطان الموضعي، وتتميّز بوجود خلايا غير طبيعية في بطانة البنكرياس، يُمكن أن تُصبح سرطانية وتنتشر إلى الأنسجة القريبة

  • المرحلة 1: يكون الورم في البنكرياس

  • المرحلة 2: يكون الورم قد انتشر من البنكرياس إما إلى الأنسجة أو الأعضاء أو العقد الليمفاوية المجاورة

  • المرحلة 3: يكون السرطان قد انتشر إلى أوعية دموية رئيسية بالقرب من البنكرياس، وقد يكون انتشر إلى عُقد ليمفاوية قريبة

  • المرحلة 4: يكون السرطان قد انتشر إلى مناطق بعيدة في الجسم مثل الكبد أو الرئتين أو تجويف البطن، ومن المحتمل أن ينتشر إلى أعضاء أو أنسجة أو عُقد ليمفاوية قريبة من البنكرياس

العلاج

يعتمد العلاج على عدة أمور منها مكان تموضُع المرض، ومرحلته، والحالة الصحية للمريض، ومدى انتشاره، ويشمل الخيارات التالية:

  • الاستئصال الجراحي:

يُستأصل الجزء السرطاني من البنكرياس، وقد تُزال العُقد الليمفاوية القريبة منه أيضًا. يُمكن أن يُجري الطبيب عملية ويبل (Whipple) إذا كان السرطان في رأس البنكرياس، وهي عملية يُزال فيها رأس البنكرياس والإثنا عشر والمرارة وجزء من القناة الصفراوية والعقد اللمفاوية القريبة.

  • العلاج الإشعاعي:

تُستخدم فيه طاقة عالية السّرعة لقتل الخلايا السرطانية.

  • العلاج الكيميائي:

يُستخدم فيه أدوية تُعطى بالفم أو بالوريد لقتل الخلايا السرطانية.

قد يُستخدم العلاج الإشعاعي أو الكيميائي أو كلاهما معًا بدلًا من التدخل الجراحي، أو قبله لجعل حجم الورم أصغر، أو بعده لضمان التخلّص من كل الخلايا السرطانية.

  • الرعاية التلطيفية:

عندما يكون السرطان مُتقدّمًا أو مُنتشرًا، لا يُمكن استئصاله بشكل كامل جراحيًا ولا يستفيد من العلاج الكيميائي، عندها نُركّز في العلاج على تخفيف الألم ومُعالجة الانسداد المُصاحب للقنوات الصفراوية أو الأمعاء.

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على أسئلة الموضوع أو إضافة سؤال في اسفل الصفحة هنا. كما يمكنك التواصل معنا عبر خاصيّة المحادثة في صفحتي الشخصيّة.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟