المثانة العصبية

شارك

مفضلة: 0

زيارات: 8

wave

8/3/2022 8:08 am

مقدمة

يغذي عضلات المثانة شبكة من الأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية بالتبادل مع الدماغ وأعضاء الجهاز البولي لتنظيم عملية الاحتفاظ بالبول داخل المثانة وتفريغه في الوقت المناسب. في المثانة العصبية، لا تعمل هذه الأعصاب بالشكل الصحيح ويعاني معها الطفل من خلل في وظيفة المثانة الطبيعية إما على شكل ارتخاء أو تشنّج عضلات المثانة أو كليهما تظهر أعراضها على شكل صعوبة في التبول و التحكم به.

أسباب المثانة العصبية

عند الأطفال، تنتج المثانة العصبية عن عيب خلقي أو حالات مرضية أخرى وتشمل:

  1. انشقاق العمود الفقري (الصلب المشقوق): وهو عيب في فقرات الظهر يؤثر على الحبل الشوكي وأعصاب المثانة ويحدث أثناء نمو الجنين في الرحم وهو السبب الرئيسي للمثانة العصبية في 90% من الحالات
  2. إصابات العمود الفقري
  3. أورام الدماغ والحبل الشوكي والحوض
  4. تشوهات خلقية في المثانة ومجرى البول مثل صمام الإحليل الخلفي

مضاعفات المثانة العصبية

عندما تتعطل الأعصاب التي تتحكم بالمثانة، يحدث ضعف في ضبط وظيفة المثانة ويتسرب البول أو ينحبس بسبب انخفاض سعة المثانة وعدم قدرة العضلة على الانقباض والارتخاء بشكل سليم. قد يؤدي احتباس البول إلى زيادة الضغط على الكليتين بسبب تراكم البول فيها، مما قد يسبب ارتفاع وظائف الكلى وتوسع الكلى أو إرتجاع الحالب من النوع الثانوي وبالتالي الإصابك بالتهابات المسالك البولية الحادة. سلس البول هو أحد مضاعفات المثانة العصبيك عند الأطفال كذلك.

الأعراض

عادة ما يتم تشخيص المثانة العصبية بعد ملاحظة وجود عيب خلقي في العمود الفقري عند المواليد أو لاحقًا عند الأطفال الأكبر سنًا، وتختلف الأعراض تبعًا للسبب وعادةً ما تكون مصحوبة بــ:

  1. سلس البول مع المثانة العصبية المتشنجة: يشعر الطفل بالحاجة للتبول العاجل وبشكل متكرر ، مع تقطير للبول على الملابس الداخلية وفقدان الإحساس بامتلاء المثانة وضعف في تدفق البول
  2. احتباس البول وعدم القدرة على التبول مع المثانة العصبية الرخوة
  3. تضخم الكلى و الحالب نتيجة انسداد مجرى البول و تجمعه
  4. التهاب المسالك البولية ويظهر على شكل ألم أو دم أثناء التبول وارتفاع في درجة الحرارة
  5. حصوات الكلى

تشخيص المثانة العصبية

بعد مراجعتنا للأعراض والتاريخ المرضي للطفل وإجراء الفحص السريري للبطن والظهر والجهاز التناسلي، قد أطلب عددًا من الفحوصات لتقييم فقرات الظهر والمثانة، وتشمل:

  1. صورة بالأشعة الصوتية للمثانة والحالب والكلى
  2. صورة بالأشعة بالصبغة للمثانة والإحليل لأتمكن من رؤية التشوهات في المثانة و مجرى البول.
  3. أشعة الظهر بالأشعة السينية لفحص فقرات الظهر.
  4. صورة بأشعة الرنين المغناطيسي للعمود الفقري و بعض الأحيان للرأس
  5. فحص ديناميكيّة المثانة باستخدام قسطرة بولية تقيس ضغط وكمية البول التي يمكن أن تحملها المثانة والوقت الذي تستغرقه للإفراغ
  6. تنظير المثانة في حال كان هناك شك في وجود ورم أو حصوات
  7. تحليل دم لتقييم وظائف الكلى (نسبة اليوريا و الأملاح)

علاج المثانة العصبية

لا يوجد علاج نهائي للمثانة العصبية لكن الخطة العلاجية التي اتبعها تهدف إلى العمل معكم على تحقيق الأهداف التالية:

أولاً: المحافظة على وظائف الكلى و منع الفشل الكلوي

ثانياً: تحقيق أكبر قدر متاح من التحكم في البول وتفادي سلس البول

ثالثاً: تفادي ومنع التهابات البول المتكررة.

ويعتمد اختيارنا للعلاج على عمر الطفل وصحته وشدة الإصابة.

العلاج الطبي (بدون جراحة)

1) القسطرة النظيفة المتقطعة (CIC)

تتمثل في استخدام القسطرة البولية في فترات متعددة بطريقة نظيفة لمنع الإلتهابات البوليّة، حيث تساعد على تفريغ المثانة بشكل منتظم مما يمنع تجمع البول الذي يؤدي إلى الإلتهابات المتكررة و الفشل الكلوي، كما يقلل من تسرب البول اللاإرادي. قد أحيلكم على متخصص لتدريبهم على كيفية القيام بالقسطرة المتقطعة.

2) القسطرة الليليّة

بعض الأطفال قد يحتاجون إلى القسطرة الليليّة وذلك لتفريغ المثانة باستمرار أثناء النوم مما يمنع تجمع البول وتوسع الكلى والالتهابات المتكررة. هذه الطريقة لا تغني عن القسطرة المتقطعة أثناء النهار.

3) المضادات الحيويّة الوقائية

في الكثير من الحالات التي تصاب بالتهابات بوليّة متكررة قد أصف لطفلك مضاد حيوي يأخذه باستمرار لتفادي الالتهابات البولية التي قد تسبب ندبات الكلى.

4) أدوية إرخاء المثانة

هناك مجموعة من الأدوية تسمى الأدوية المضادة للكولين (Anticholinergic) مثل (اوكسيبيوتينين) تساعد على ارتخاء عضلات المثانة مما يمنع التقلصات المسببة للتسرب وتزيد من سعتها.

يساعد العلاج غير الجراحي مع متابعتنا و إجراء الفحوصات الدورية لوظائف الكلى على حماية الكلى من التلف في 90% من المرضى، وتقليل حالات وشدة التهاب المسالك البولية مما يمتع طفلك بحياة صحيّة أفضل.

التدخل الجراحي

بعض المرضى معرضون بشكل أكبر لمضاعفات قسطرة المثانة، لهذا وفي حالات خاصة جدًا نلجأ إلى التدخل الجراحي الذي من خياراته:

1)فغرالمثانة ( فتحة المثانة في جدار البطن): فتحة مؤقتة في أسفل البطن تسمح بالتصريف المستمر للبول، ونقوم بعمل الفغر عن طريق إجراء جراحي يتضمن إحداث شق عبر الجلد وصولاً إلى المثانة، ثم نسحب جزء صغير من جدار المثانة من الداخل للخارج ونخيطه في البطن.

تظهر الفتحة على شكل جرح صغير بلون وردي ويعتبر هذا التدخل مؤقتًا ويمكن إعادة ترميمه في المستقبل.

2) توسيع المثانة: وهي جراحة نستخدم فيها نسيج إضافي نحصل عليه من الأمعاء لتكبير المثانة، ويساعد في زيادة السعة وتقليل ضغط المثانة.

3) أنبوب الزائدة الدودية (متروفانوف): نقوم بإنشاء فتحة (فغرة) على شكل أنبوب باستخدام جزء من الزائدة الدودية أو الأمعاء وربط المثانة بسطح الجلد، وتتميز بسهولة تركيب قسطرة المثانة وتمنح الاستقلالية للطفل كونه سيصبح قادرًا على تمرير وإزالة القسطرة عبر المثانة وتفريغها حسب الحاجة.

عادةً ما يتم جمع هذا الإجراء مع توسيع المثانة في نفس الجراحة.

نصيحة خاصــة للوالدين

على الرغم من أن المثانة العصبية حالة مزمنة تحتاج الكثير من الصبر والتعامل معها قد يكون صعبًا في البداية، إلا أن الوسائل العلاجية المتوفرة تتميز بفعالية عالية في تقليل الأعراض وتساعد الطفل على ممارسة حياته مستقبلًا دون عوائق إذا ما تلقى الدعم والمساندة والتفهّم من العائلة، لذلك من المهم متابعة حالة المولود وتشجيع الطفل على الالتزام بخطة العلاج.

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟