8/2/2022 0:00 pm
مقدمة
أهلاً بك عزيزي القارئ، سأتحدث معك اليوم عن مشكلة " الصمام الإحليلي الخلفي "، فهيّا بنا إلى التفاصيل
الصمام الإحليلي الخلفي ( صمام مجرى البول الخلفي) ينشأ ببساطة نتيجة تكوّن غشاء رقيق في الجزء الخلفي من الإحليل ( القناة التي تنقل البول من المثانة إلى الخارج )، ونتيجة لذلك يحدث انسداد ( جزئي أو كلي ) بمجرى البول، ومع الوقت قد يحدث تمدد بالمثانة، والحالبين، وأيضًا الكليتين مما يؤثر سلبًا على وظائف الكلى.
ويجب أن نشير إلى أن الصمام الإحليلي الخلفي هو واحد من أهم أسباب انسداد مجرى البول في الأطفال.
أسباب حدوث الصمام الإحليلي الخلفي
يرجح العلماء حدوث الصمام الإحليلي الخلفي في مرحلة نمو الجنين نتيجة بعض الطفرات الجينية خاصة مع ملاحظة حدوثه في التوائم وأيضًا مع وجود صلة قرابة بين الزوجين.
ومن العجيب أن هذا الصمام يحدث فقط في الذكور دون الإناث، أي أنه مرض ذكوري فقط، ويحدث بنسبة 1 إلى 5000 طفل عالميًا.
مرحلة اكتشاف الصمام الإحليلي الخلفي
نستطيع الكشف عن وجود صمام إحليلي خلفي في مرحلة مبكرة جداً وذلك أثناء النصف الثاني من حمل الأم بالجنين، وذلك أثناء فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني أثناء الحمل.
فقد نلاحظ وجود ما يسمى بالاستسقاء الكلوي( توسع الكليتين)، أي تمدد الكلية نتيجة تراكم البول داخلها.ك وقد يصاحب ذلك نقص في كمية السوائل حول الطفل في الرحم كذلك.
في هذه الحالة نتابع مع الأم حالة الجنين باستمرار حتى ولادته وعادة يفضل المتابعة مع أطباء الحمل عالي الخطورة ، ونقوم بإجراء المزيد من الفحوصات والأشعة بعد ولادته لتبدأ مرحلة العلاج.
أعراض الصمام الإحليلي الخلفي
تختلف الأعراض حسب حالة الانسداد كالآتي:
فحوصات الصمام الإحليلي الخلفي
الفحص الأول - موجات فوق صوتية على الكليتين والمثانة
نقوم عبر استخدام جهاز مخصص لتصوير الكليتين والمثانة بالموجات فوق الصوتية بالاطمئنان على شكل المثانة، وأيضًا نكشف عن وجود استسقاء كلوي من عدمه ( توسع الكلية أو الكليتين).
حيث أن هذه الموجات فوق الصوتية تصل إلى الكليتين والمثانة بتردد عالٍ جداً، ومن ثمّ تنعكس إلى الجهاز بصورة واضحة لهما.
الفحص الثاني: تصوير المثانة والإحليل الإفراغي – VCUG
( أشعة قسطرة المثانة بالصبغة)
أحد أهم للفحوصات التي نقوم باستخدامها من أجل الوصول لتشخيص الصمام الإحليلي الخلفي هي تقنية تسمى " تصوير المثانة والإحليل الإفراغي – VCUG "، وسأشرح لكم كيفية عمل هذه التقنية ببساطة.
نقوم بإدخال قسطرة عبر الإحليل حتى تصل إلى المثانة، ثم نضخ مادة صبغية عبر هذه القسطرة حتى تمتلئ المثانة، وباستخدام جهاز تصوير إشعاعي يسمى " التنظير التألقي – Fluoroscopy " نقوم بأخذ بعض الصور لهذه العملية.
بعد ذلك نفحص هذه الصور لنرى مسار الصبغة داخل مجرى البول خلال تبول الطفل بعد إزالة القسطرة البولية ، فإذا ارتدت الصبغة إلى الوراء ناحية الكليتين، فهذا ما نسميه بالارتجاع أو الارتداد المثاني الحالبي مما يشير إلى وجود خلل بعملية تدفق البول بشكل طبيعي.
نقوم أيضًا بأخذ بعض الصور أثناء تبول الطفل، لنكشف عن وجود انسداد أو ضيق بمجرى البول من عدمه. هذا النوع من الأشعة آمن وقد يسبب بعض المضايقة عند الطفل لثواني قليلة فقط.
الفحص الثالث - فحص الدم ووظائف الكليتين
نقوم بإجراء فحوصات الدم للطفل بعد مرور ٤٨ ساعة من ولادته ( قبل ذلك،قد تكون وظائف الكلى مرتفعة لانها تمثل وظائف كلى الأم)، حيث نقوم بقياس مستوى الكرياتينين، واليوريا، والنيتروجين للاطمئنان على وظيفة الكليتين.
أيضًا نُجري اختبار قياس غازات الدم في حالة ظهور أعراض إعياء على الطفل لاستبعاد حدوث ارتفاع بحموضة الدم.
علاج الصمام الإحليلي الخلفي
العلاج أثناء المرحلة الجنينية
لا نرجح القيام بأي تدخل جراحي أثناء هذه المرحلة إلا في الحالات المتقدمة والتي تتطلب تدخلاً عاجلاً مثل حدوث تلف بالكلى أو نقص كمية السائل حول الجنين، وذلك للحفاظ على حياته.
في بعض الحالات المتقدمة، قد ننصح بتحويل البول خارج المثانة حيث نقوم بإجراء هذا التحويل عن طريق إدخال أنبوب إلى مثانة الجنين لإفراغ البول وتحويله إلى خارج المريض، في الرحم أي في الكيس السلوي أو الأمينوسي، وهو الكيس الذي يتواجد الجنين بداخله. يحدد فائدة ذلك من عدمة طبيب الحمل عالي الخطورة بناء على معطيات عديدة تختلف من حالة لأخرى.
1) العلاج بعد ولادة الجنين
هنا تتسع الخيارات أمامنا أكثر، حيث هناك أكثر من تدخل يمكننا إجراءه وذلك حسب ما يظهر أمامنا من أعراض وعلامات للصمام الإحليلي الخلفي، ومن هذه التدخلات:
استئصال الصمام بمنظار مجرى البول:
هو الخيار الأول والعلاج الأمثل والشائع في مثل هذه الحالات حيث نقوم بإدخال منظار وهو جهاز يحتوي على ضوء وكاميرا للتصوير يسمى " منظار المثانة".
ونقوم بعمل إزالة الصمام باستخدام هذا المنظار بسكين حادة ، مما يؤدي إلى إتلاف هذا الصمام وعلاج الانسداد.
2) فغر المثانة ( فتحة المثانة في جدار البطن)
هذه التقنية نادراً ما نلجأ إليها، حيث نقوم بعمل فتحة في المثانة ونصلها بالجزء السفلي من البطن فيتدفق البول عبر هذه الفتحة المتواجدة بالبطن.
لكن علينا أن نذكر أنه حل مؤقت فقط في بعض الحالات خصوصاً الأطفال الخدج ذىي الأوزان القليلة لصعوبة إدخال المنظار في مجرى البول عندهم. و يمكننا إغلاق هذه الفتحة بعد ذلك بعد نمو الطفل على عمر ٦-١٢ شهر.
3) تكبير المثانة بالأمعاء وعمل فتحة القسطرة البولية عن طريق السرة:
في بعض الحالات التي تعاني من المثانة العصبية بسبب صمام الإحليل الخلفي قد يحتاج الطفل في مرحلة متأخرة لعمل جراحة لتكبير المثانة لصغر حجمها بسبب المثانة العصبية لتخفيف الضغط على الكليتين وتفادي قصور وظائف الكلى.
المتابعة والرعاية طويلة الأمد
الحالات المصابة بالصمام الإحليلي الخلفي تحتاج إلى متابعة طويلة الأمد بعد إجراء عملية إصلاح مجرى البول، حيث يجب أن تستمر الرعاية بمرحلة الطفولة وحتى المراهقة.
نسبة تأثر المثانة والكلى تكون متفاوتة في هذه الحالات ويحتاج الطفل متابعة دقيقة من طبيب مسالك الأطفال وطبيب كلى الأطفال للحفاظ على الكليتين من قصور وظائف الكلى وتفتدي التهابات البول الحادة وسلس البول في المستقبل عند الطفل.
بعض الأطفال لا يحتاجون أي تدخل آخر بعد إزالة صمام الإحليل الخلفي بالمنظار بل كل ما يحتاجونه المتابعة الدورية. لكن في بعض الحالات قد يحتاجون لأدوية مرخية للمثانة تستخدم لأنهم قد يعانون من مثانة عصبية وقد يحتاجون لعمل قساطر بولية متقطعة بشكل يومي. بعض الأطفال قد يكون عندهم قصور وتأثر في وظائف الكلى بدرجات متفاوتة سواء من عمر مبكر أو في عمر متأخر وقد يحتاجون علاج دوائي أو غسيل بيرتوني أو غسيل كلى دموي وفي بعض الحالات قد يضطرون لعمل زراعة للكلى في عمر لاحق ولذلك وحود طبيب كلى مختص مهم كجزء من فريق العلاج المشرف على الحالة.
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على أسئلة الموضوع أو إضافة سؤال في اسفل الصفحة هنا. كما يمكنك التواصل معنا عبر خاصيّة المحادثة في صفحتي الشخصيّة (تحتاج إدخال رمز المحادثة).
الأسئلة متاحة للموضوع
أسئلة الموضوع
لم تجد إجابة على سؤالك؟