الإمساك المزمن

شارك

مفضلة: 7

زيارات: 90

wave

7/19/2022 8:49 am

مقدمة

الإمساك من أكثر الشكاوى الهضمية شيوعًا بين الناس من مختلف الأعمار؛ فجميعنا معرضون للإصابة بصعوبة الإخراج من فترة لأخرى وهو شيء طبيعي وشائع جدًا، لكن بعض الأشخاص يصابون بالإمساك المزمن الذي يستمر لفترات طويلة ويؤثر على حياتهم اليومية، وقد يمنعهم من ممارسة نشاطهم المعتاد بسبب الانزعاج والإجهاد الجسدي والنفسي الناتج عن محاولات التبرزّ الطويلة وعدم تمكنهم من الإخراج بسهولة.

في نفس الوقت، الغالبية لا يعلمون ما هو المعدل الطبيعي لعدد مرات الإخراج اليومية ومتى يجب عليهم مراجعة العيادة، مما يفاقم المشكلة ويؤخر العلاج الفعال الذي يعتمد بشكل كبير على التشخيص الصحيح ومعرفة الأسباب.

تعريف الإمساك المزمن

لا يمكن حصر مفهوم الإمساك المزمن ضمن إطار واحد؛ إذ يختلف تعريفه من شخص لآخر وفق طبيعة الجسم ونمط الإخراج المعتاد، كما أن مصطلح الإمساك المزمن لا ينطبق على جميع حالات الإمساك، بل هو مخصص لوصف الحالات التي تتضمن صعوبة الإخراج أو عدم التبرّز بمقدار ثلاث مرات بالأسبوع الواحد على الأقل على مدى عدة أشهر.

صعوبة الإخراج تعني أن المريض يبذل جهدًا كبيرًا للتبرز وفي النهاية قد لا يتمكن من التبرّز أو يكون البراز صلبًا وجافًا وقد يتشكل على هيئة كتل صغيرة.

بناءً على ما سبق، ليس من الضروري أن يتبرّز الشخص يوميًا، لكن الوضع الطبيعي يكون بأن لا يقل عدد مرات الإخراج عن ثلاث مرات في الأسبوع وأن تكون خصائص البراز طبيعية من حيث الشكل والليونة.

أسباب الإمساك المزمن

تسهم العديد من الحالات المرضية في إبطاء حركة البراز عبر الأمعاء أو إيقافها تمامًا، وهذا ما يدفع بطانة الأمعاء للاستمرار في امتصاص الماء من البراز، مما يسبب نشفانه وزيادة صلابته ويفاقم مشكلة الإمساك أكثر. تشمل الأسباب المحتملة للإصابة بالإمساك المزمن ما يلي:

  • قلّة تناول الألياف في الوجبات اليوميّة: ويعد ذلك من أكثر الأسباب شيوعًا خاصّة في العصر الحاضر

  • انسداد أو تضيّق القولون أو المستقيم: ويحدث إما لأسباب خلقية أو بسبب الإصابة بأورام القولون والمستقيم

  • كسل الأعصاب المغذية للقولون أو المستقيم: ينتج من تلف الأعصاب المصاحب لمرض باركنسون والتصلب اللويحي وغيرها من الأمراض العصبية المناعية، أو بفعل إصابات الحبل الشوكي أو السكتة الدماغية

  • ضعف أو تشنّج عضلات الحوض

  • الإصابة بالسكري وكسل الغدة الدرقية

  • الحمل

  • التغييرات المفاجئة في عادات الأكل أو النشاط البدني

عوامل الخطر

هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك المزمن مثل:

  1. عند الإناث
  2. عدم تناول كمية كافية من الماء يوميًا
  3. الإكثار من تناول مشتقات الألبان
  4. اتباع نظام غذائي فقير بالألياف
  5. قلة النشاط البدني
  6. بعض الأدوية التي تبطئ من حركة الأمعاء مثل مضادات الاكتئاب والمسكنات القوية

هناك شريحة من الناس الذين يصابون بالإمساك المزمن بالرغم من تناولهم الغذاء السليم وشربهم لكمية مناسبة من الماء وممارستهم للرياضة، والسبب في ذلك أن الحالة النفسية لا تقل أهمية عن صحة الجسد وتؤثر أيضًا على حركة الأمعاء وقد يسهم كل من الاكتئاب والقلق في تطوّر الإمساك المزمن.

التأثير السلبي للإمساك المزمن

بجانب تأثيره على حياة المريض اليومية وحالته النفسية، يمكن للإمساك المزمن أن يسبب العديد من المشكلات الصحية الأخرى مثل:

  1. البواسير: بسبب الشد المفرط على عضلات فتحة الشرج، قد تتورم الأوردة الموجودة في المنطقة وتصبح عرضة للانفجار والنزيف وتسبب الألم للمريض
  2. الشرخ الشرجي: وهو عبارة عن جرح أو عدة جروح في بطانة الشرج يُحدثها البراز الصلب أو الكبير أثناء خروجه
  3. انحشار البراز: يحدث عندما تتراكم كمية كبيرة من البراز في المستقيم وتتصلب على شكل كتلة كبيرة يصعب إخراجها
  4. تدلّي (خروج) المستقيم: ينتج من تمدد جزء من المستقيم وخروجه عبر فتحة الشرج بسبب الشد المفرط أثناء التبرّز

تشخيص الإمساك المزمن

يلعب كل من الفحص البدني العام والسيرة المرضية للمصاب دورًا كبيرًا في التشخيص، ولكن عادةً ما نحتاج لإجراء عدد من الفحوصات لتحديد الأسباب المحتملة وراء الإمساك وتشمل:

  1. تحليل الدم: يكشف عن كسل الغدة الدرقية أو ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم والتي تؤدي للإمساك أو الإصابة بالسكري
  2. أشعة البطن العاديّة: قد تظهر تكدس البراز في الأمعاء أو انسداد في القولون
  3. تقييم وظيفة العضلة العاصرة الشرجية: تتحكم هذه العضلة بخروج البراز من فتحة الشرج وبالتالي أي خلل في قدرتها على التقلص والتمدد قد يؤدي للامساك المزمن. خلال هذا الفحص، نقيس كل من الضغط الشرجي وسرعة انقباض العضلة باستخدام أداة خاصة
  4. تصوير المستقيم بالأشعة أثناء التبرّز: هذا الفحص قادر على اكتشاف تدلّي المستقيم واختلال العضلات الشرجية ويتم بتمرير معجون خاص عبر المستقيم ثم التقاط عدة صور بالأشعة السينية بينما يقوم المريض بإخراج المعجون بنفس طريقة التبرّز المعتادة
  5. تنظير القولون أو المستقيم: قد يستخدم في حال الإمساك عند التقدم في السن للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى أو أورام

علاج الإمساك المزمن

بعد التأكد من عدم وجود أورام أو انسداد في الأمعاء أو المستقيم، نبدأ علاج الإمساك المزمن أولًا بتغيير النظام الغذائي ونمط الحياة عند المريض وغالبًا ما تكون هذه الطريقة فعالة في حل مشكلة الإمساك. لذلك، نوصي جميع المصابين بالإمساك المزمن باتباع الإرشادات التالية للتخفيف من الإمساك:

  1. شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا للحفاظ على ليونة البراز وتجنّب الجفاف
  2. زيادة كمية الألياف الغذائية في الطعام، ومن أبرز مصادرها الفواكه والخضراوات الطازجة والورقيات والحبوب الكاملة
  3. زيادة مستوى النشاط البدني وممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع إن أمكن، لأن ذلك يحفّز حركة الأمعاء الطبيعية

في حال لم تقلل الممارسات السابقة من شدّة الإمساك، قد نلجأ للعلاج الدوائي أو الوظيفي مثل:

  • الأدوية المليّنة للأمعاء

تتوفر بأشكال عديدة ويعمل كل منها بطريقته الخاصة، فمثلًا مكملات الألياف التي تباع في الصيدليات دون وصفة (مثل السيليوم) تزيد من ليونة البراز لأن الأمعاء لا تمتصها، بل تبقى مختلطة بالبراز وتحبس الماء في مما يزيد من ليونة البراز وبالتالي تسهيل خروجه. بالمقابل، الأدوية المحفّزة للأمعاء مثل بيسكوديل قادرة على تنشيط العضلات المعوية وزيادة انقباضها لطرد البراز نحو الخارج.

بعض الملينات الأخرى تحفّز الأمعاء على إفراز المزيد من السوائل في البراز وبالتالي تجعله ليّن وتسهّل حركته، و تشمل كل من مادة هيدروكسيد المغنيسيوم و اللاكتولوز وبولي إيثيلين جلايكول

  • الحقن الشرجية والتحاميل

وتشمل تحاميل الجلسرين التي تهيّج بطانة الشرج وتليّنها، أو يمكن استخدام الحقن الشرجية في الحالات الشديدة لتليّن البراز و تحفيز الأمعاء على إخراجه.

  • أدوية علاج القولون العصبي

يعدّ القولون العصبي واحدًا من أبرز الأمراض التي تؤدي للإمساك، وعادةً ما تنفع الأدوية العلاجية لتهّيج القولون في حل مشكلة الإمساك بنفس الوقت. لمعرفة المزيد حول الموضوع، يرجى اتباع الرابط في قسم مواضيع ذات صلة

  • تقوية عضلات الحوض

هناك العديد من التمارين التي يمكن تطبيقها بإحالة المريض لأخصائي العلاج الوظيفي الذي يقوم بتعليم المريض كيفية إرخاء وشد عضلات الحوض والتحكم في إخراج البراز

العلاج الجراحي

يكون هذا الخيار مطروحًا عندما ينتج الإمساك من تضيّق الأمعاء أو انسدادها أو تدلّي المستقيم وغيرها من الأسباب التي يستلزم علاجها التدخّل الجراحي، وأحيانًا قد يصاب المريض بالإمساك المزمن بسبب غياب التغذية العصبية لجزء من الأمعاء ولا يظهر المريض أي استجابة للأدوية والعلاجات الأخرى، وبالتالي قد يلزم استئصال جزء من القولون بالجراحة للتخلص من الإمساك.

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟