التجمع الدموي تحت الجافية المزمن

شارك

مفضلة: 1

زيارات: 101

wave

9/19/2021 8:37 am

مقدمـة

عند تعرّض الرأس لإصابة خارجية خاصةً عند الأشخاص المصابين بضمور المخ بسبب التقدم في السن، قد تتعرض الأوردة الصغيرة الواقعة بين الدماغ والجافية (الغشاء الخارجي للدماغ) للنزيف البطيء ويتجمع الدم المتجلّط على سطح الدماغ مع مرور الوقت، ويسمى هذا التجمع الدموي بــ(الورم الدماغي الدموي أو تجمع تحت الجافية الدموي).

قد لا يصاحب التجمعات الدموبة الصغيرة أي أعراض وقد تتحلل وتختفي من تلقاء نفسها، وبالمقابل قد يحتاج الكثير من المرضى لتدخل جراحي لعلاج التجمعات الدموية كبيرة الحجم.

ما الأسباب المحتملة وراء النزيف؟

غالبًا يلحق تعرض الرأس لصدمة أو إصابة سواءً خفيفة أو شديدة. في حالات أخرى لا يكون هناك أسباب واضحة.

ليس كل الإصابات ينتج عنها نزيف دماغي، فهناك عدد من عوامل تزيد من احتمالية تكوّن التجمع الدماغي الدموي المزمن منها:

  • السن: الأشخاص بعمر 60 عامًا أو أكثر معرضون لخطر إصابة أكبر؛ لأن الشيخوخة تؤدي ضمور الدماغ و شد أو تمدد الأوردة وضعفها وبالتالي أي إصابة بسيطة قد تؤدي للنزيف
  • الأدوية المميعة: استخدام الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين ومضادات الالتهاب لفترات طويلة قد تزيد من أحتمالات النزيف

لأن العمر عامل مهم في الإصابة، ننصح كبار السن بتوخي الحذر دائمًا خلال ممارسة الأنشطة اليومية للحماية من السقوط العرضي وصدمات الرأس.

الأعراض

يعاني حوالي 80% من المصابين من الصداع المزمن، وتعتمد شدة الأعراض الأخرى على مكان وحجم التجمع الدموي وتشمل:

  • الغثيان والتقيؤ
  • نوبات تشنجية
  • ضعف الذاكرة
  • عدم وضوح الرؤية
  • مشاكل في البلع
  • ضعف أو خدر في الأطراف
  • فقدان القدرة الكاملة على الحركة والغيبوبة مع التجمعات كبيرة الحجم

التشخيص

بعد الاستماع للأعراض ودراسة التاريخ الطبي، قد يتم إجراء فحص شامل للبحث عن علامات قد تدل على تأثر الأعصاب مثل ضعف تنسيق حركة الجسم ومشاكل المشي والتوازن، وفي حال الشك في الإصابة بالتجمع الدماغي الدموي المزمن، نحتاج لإجراء عدد من الفحوصات للتشخيص الدقيق مثل صورة الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية للدماغ حيث تظهر تلك الأشعة النزيف تحت الجافية.

الخيارات العلاجية

الهدف من العلاج هو حماية الدماغ من التلف وتخفيف شدة الأعراض، وتوجد العديد من الخيارات المتاحة للعلاج حسب حالة المريض ودرجة النزيف مثل:

  • الأدوية: يمكن لعلاجات الصرع السيطرة على نوبات التشنج أو تقليل شدتها، إضافةً للأدوية المضادة للالتهاب مثل الكورتيزون الذي يقلل من تورّم الدماغ.
  • الجراحة المفتوحة: يتضمن الإجراء عمل ثقوب صغيرة في الجمجمة تسمح للدم بالتدفق خارج المنطقة المصابة أو استئصال الورم الدموي وبالتالي يقل الضغط على الدماغ. بالرغم من أنها طريقة ناجحة في كثير من الحالات، إلا أن لدى العديد من المرضى موانع لإجراء الجراحة مثل نقص الصفائح الدموية وخطر نزيف مرتفع، كما أن احتمال التجمع الدموي كبير ويصل إلى 20%.
  • العلاج غير الجراحي بالأشعة التداخلية: لحالات منتقاة هذه طريقة متقدّمة أكثر أمانًا يتم فيها إغلاق إمداد الدم لمنطقة التجمع بالقسطرة دون الحاجة لشقوق جراحية كبيرة أو التخدير بجرعة عالية، وهذا يقلل من النزيف والأعراض الجانبية الأخرى المرتبطة بالتخدير مثل مضاعفات القلب والجهاز التنفسي، وتمتاز بفترة إفاقة وتعافي أسرع.

قبل العملية (التدخل بالأشعة)

لحالات منتقاة يتم ترتيب موعد لإجراء العملية وإجراء فحوصات عامة للدم، وتشمل الإرشادات الواجب اتباعها قبل العملية ما يلي:

  • احرص على أن يكون معك مرافق في يوم الإجراء
  • الامتناع عن الأكل والشرب في منتصف الليل في اليوم السابق للعملية
  • التوقف عن تناول الدواء المميع للدم (أسبرين) قبل أسبوع من العملية

تفاصيل العملية

تسمى العملية (إصمام الشريان السحائي الأوسط)، وتتم تحت التخدير الموضعي أو العام بجرعة معتدلة بإدخال القسطرة من خلال شريان الفخذ أو الذراع (من خلال فتحة صغيرة لا تستدعي غرزة لاغلاقها) بينما نتابع بدقة وصولها للشريان المسؤول عن تغذية الورم الدموي في الدماغ عن طريق صور مستمرة بالأشعة السينية. بعد ذلك، نحقن مادة خاصة لإغلاق الجزء المصاب من الشريان حتى يظهر في صورة الأوعية الدموية أن تدفق الدم للتجمع الدموي قد توقف. بعد عدة أسابيع من انقطاع امداد الدم عن التجمع سيتحلل لوحده ويتخلص منه الجسم.

بعد العملية

يخرج المريض من العملية لغرفة الإفاقة، وتتم مراقبته حتى خروجه حتى نطمئن على نتائج العملية. الموعد التالي للمراجعة سيكون بعد أسبوعين ثم بعد ستة أسابيع.

يتمكن معظم المرضى من متابعة الأنشطة العادية خلال أسبوع ما لم تكن هناك مضاعفات عصبية متعلقة بالحالة.

فعالية العملية

تنجح عملية إغلاق الشريان في تقليل الأعراض وعلاج التورم الدموي في (80-90%) من المرضى.

مضاعفات العملية

الأعراض الجانبية بعد العلاج تكون إما بسبب:

  • الإجراء نفسه مثل خطر النزيف والتهاب الجرح و الجلطة الدماغية وهي قليلة جدًا
  • التخدير وتشمل الغثيان والصداع وفقدان الشهية، ولكن بسبب جرعة التخدير المنخفضة تكون هذه الأعراض طفيفة عادةً وتزول خلال أيام قليلة بعد العملية

متى تجب المراجعة العاجلة؟

يرجى طلب العناية الطبية فورًا في الحالات التالية:

  • وجود نزيف لا يمكن السيطرة عليه بالضغط البسيط
  • صعوبة في الكلام أو الحركة
  • تورم الجرح أو خروج إفرازات منه

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟