مقدمــة

هشاشة أو ترقق العظم مرض شائع يتطور تدريجيًا مع التقدم في السن، وينتج من انخفاض في كثافة العظام بسبب نقص في العناصر المهمة لنمو العظام مثل الكالسيوم وفيتامين د والمغنيسيوم وغيرهـا، النقص الحاصل في هذه العناصر يجعل بنية العظم ضعيفة وقابلة للكسر بسهولة. غالبًا ما تبدأ هشاشة العظام وتتطور دون أن يشعر بها المريض ودون أعراض تُذكر حتى يتعرض لكسر في العظم ولعل واحدة من أكثر أضرار هشاشة العظام شيوعًا هي الكسور الإنضغاطية للعمود الفقري. عند الأشخاص الأصحاء، الكسور المنضغطة تحدث بسبب الإصابة بالأورام أو التعرض لصدمة أو ضربة قوية، لكن بالنسبة للمرضى المصابين بهشاشة العظام، قد تنضغط العظام وتتكسر نتيجة للأنشطة اليومية البسيطة مثل الانحناء أو السقوط العرضي أو الجلوس الخاطئ أو حتى العطس القوي.

ما هي كسور الانضغاط؟

يتكون العمود الفقري في الإنسان من عدة فقرات عظمية يفصل بينها أقراص غضروفية ليّنة تمنحه المرونة وقابلية الانحناء. تحدث الكسور الإنضغاطية عندما يتعرض العمود الفقري الضعيف لضغط خارجي إضافي وتقل المسافة بين كل فقرة والأخرى بمقدار 20%، مما يؤدي لانهيار الفقرات وفقدان الطول وتشوه شكل الظهر والقدرة على الوقوف القائم، ويشيع هذا النوع من الكسور في منطقة العمود الفقري الصدري.

أعراض كسور الانضغاط

ألم شديد إذا كان الكسر جديد أو يكون الكسر مزمنًا خاصةً في فئة كبار السن يصحبه آلام متوسطة إلى شديدة في الظهر يصاحبها عدم القدرة على الجلوس أو الوقوف أو المشي بأريحية، وفي الحالات الشديدة قد يضغط العظم المتفتت على الأعصاب المجاورة ويسبب تنميل أو وخز أو ضعف في الأطراف.عندما يكون الكسر مزمنًا ويشمل فقرات عدة، تصبح حركة العمود الفقري محدودة جدًا ويتأثر طول الشخص (يصبح أقصر) وقد تظهر عنده حدبة (انحناء) في الظهر.

الوقاية من كسور الانضغاط

الممارسات التي تحمي من هشاشة العظام ستحمي المريض من الكسور، لذلك ننصح باتباع الإرشادات الوقائية التالية:تناول نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادنالحفاظ على الحد الأدنى من النشاط البدني اليومي الإقلاع عن التدخينالمواظبة على تناول الأدوية التي تزيد من كثافة العظام مثل (أليندرو، زوميتا، فوساماكس) لاستعادة المعادن المفقودة من بنية العظم

التشخيص

يمكن اكتشاف الكسور بسهولة بالصورة المقطعية أو صورة الرنين المغناطيسي.

علاج ضعف الفقرات وكسور الانضغاط

يشمل العلاج التقليدي غير الجراحي لكسور الانضغاط ما يلي:تناول مسكنات الألم وأدوية إرخاء العضلاتتجنب الأنشطة البدنية الشاقة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر لحين التئام الكسور وشفائهامحاولة تقوية عضلات الظهر التي تدعم بدورها الفقرات العظميةارتداء دعامة صلبة للظهر للحد من حركة الفقرات المكسورة إذا تأخرت عملية الالتئام أو كانت الأعراض بالغة يمكن إجراء علاج غير جراحي لتثبيت الفقرات العظمية بإرشاد التصوير الطبي.

التدخل غير الجراحي

باختصار يتم حقن مادة مخصصة (أسمنت عظمي) في منطقة الكسر لترميم العظم المكسور، تتصلب المادة خلال دقائق قليلة، ويمنع الأسمنت العظمي الصلب الحركة المؤلمة في مكان الكسر.

التحضير لترميم الكسر بدون جراحة

يرجى عدم تناول الطعام أو الشراب بعد منتصف الليل قبل الإجراءالتوقف عن تناول الأدوية المميعة للدم مثل (بلافيكس) قبل يومين من العملية، و(أسبرين) قبل أسبوع من العملية وبعد استشارة الطبيب المختص

تفاصيل عملية ترميم العمود الفقري

تجري العملية في الغالب تحت التخدير الموضعي وتستغرق حوالي أقل من ساعة واحدة (للفقرة الواحدة). يتم إجراء جرح صغير في الجلد وإدخال ابرة دقيق وتوجيهه نحو الفقرة المكسورة باستخدام التنظير الفلوري الذي يعرض صورًا مباشرة، ثم حقن المادة داخل تجويف الفقرة. بعد جفاف الأسمنت العظمي، تصبح الفقرة المكسورة أقوى وأكثر ثباتًا ويلاحظ المريض بعد العملية أن آلام العمود الفقري أصبحت أخف واستعاد قدرته على الحركة.عند الانتهاء نغطي الجرح بضمادة ولا نحتاج خيوط جراحية أو غرز. بعد العمليةبعد انتهاء الجراحة، يبقى المريض تحت المراقبة لبضع ساعات للتأكد جفاف الأسمنت العظمي دون حدوث مضاعفات، وننصح المريض بالبقاء مستلقياً لمدة ساعة أو ساعتين ويمكن للمريض مغادرة المستشفى أو المركز في نفس اليوم، أو البقاء لليوم التالي إذا كان بحاجة لمزيد من المراقبة. كذلك نوصي باتباع الإرشادات التالية بعد العملية:الراحة خلال أول يوم بعد العمليةعادةً ما يكون الجرح بعد العملية صغيرًا جدًا ولا يحتاج لعناية خاصة، لكن ننصح بتجنب الاستحمام خلال أول يومين بعد العمليةزيادة مستوى النشاط تدريجيًا حسب المقدرةتخفيف ألم الظهر بعد العملية بتناول مسكن الألم الموصوف واستخدام كمادة ثلج، وسيقل الألم خلال يومين بعد الجراحةتجنب ممارسة الأنشطة الشاقة لمدة 6 أسابيع بعد العمليةعادة ما يتم تحديد موعد للمتابعة معنا بعد أسبوعين من الجراحة للتأكد من أن التعافي يسير بالشكل المطلوب.

المضاعفات المحتملة

تتضمن جميع العمليات الجراحية باختلاف نوعها عدة مضاعفات مثل التهاب الجرح والحساسية والنزيف بشكل عام. على وجه الخصوص، لتثبيت الكسور الإنضغاطية مضاعفات محتملة أخرى تشمل:تسرب المادة الأسمنتيّة: قد يتسرب جزء من الأسمنت العظمي عبر شقوق الفقرات ونادرًا ما يترتب على ذلك أي مضاعفات. قد يصل الإسمنت العظمي إلى جذر العصب أو الحبل الشوكي ويسبب الألم أو تنميل الأطراف. تلف دائم في الأعصاب: في حالات نادرة جداً عند إجراء التدخل بالقرب من الحبل الشوكي والأعصاب، فهناك احتمال أن يتضرر العصب بسبب خطأ في إدخال إبرة الحقن، وهذا شيء نادر الحدوث.استمرار الألم بعد العملية: عدد قليل جدًا من المرضى يستمر عندهم ألم الظهر المزمن رغم الإجراء.ملاحظة: جميع المضاعفات السابقة تبلغ نسبة حدوثها أقل من 2%. إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.