مجازة الشريان التاجي (جراحة تحويل المسار)

شارك

مفضلة: 1

زيارات: 23

wave

8/29/2021 0:41 pm

مقدمــة

القلب هو العضو المسؤول عن تحريك الدم عبر الجسم، فهو يستقبل الدم المحمّل بالأكسجين من الرئتين ويضخه لجميع أنحاء الجسم وينقل الدم الفقير بالأكسجين من جميع أعضاء الجسم إلى الرئتين مرة أخرى. حتى يقوم القلب بوظيفته بكفاءة، تتغذى عضلة القلب نفسها بالأكسجين من خلال أوعية دموية متخصصة تسمى الشرايين التاجية.

أحياناً، تتأثر وظائف عضلة القلب بسبب تضيّق شديد أو انسداد في واحد أو أكثر من الشرايين التاجية، وهنا نلجأ لإجراء جراحة تحويل المسار لهذه الشرايين المتضررة حتى نستعيد تدفق الدم الطبيعي للقلب ونقلل من ألم الصدر وضيق التنفس الذي يشعر به المريض، وخاصة عندما يؤثر الانسداد على تروية القلب بشكل كبير وتفشل الطرق الأخرى مثل القسطرة أو الأدوية في تحسين الوضع.

ما هي عملية تحويل المسار؟

تعد من أكثر عمليات القلب شيوعاً، وتشبه في المبدأ عملية تحويل مسار السيارات بعيدًا عن الشوارع المغلقة؛ حيث نقوم بأخذ شريان أو وريد سليم من جزء آخر من الجسم وتوصيله بالشريان التاجي المسدود وبهذا نتجاوز منطقة الانسداد ونصنع مسار جديد يسير الدم خلاله بشكل طبيعي.

فعالية العملية

يمكن خلال العملية الجراحية الواحدة إصلاح ما يصل إلى أربعة شرايين تاجية مسدودة رئيسية دفعة واحدة وتستغرق فترة التعافي من شهر إلى ثلاثة أشهر. تكون النتائج عادةً ممتازة، إذ تنخفض الأعراض بشكل ملحوظ عند أكثر من (85%) من الأشخاص كما يقل خطر الإصابة بالنوبات القلبية ويتحسن نشاط المريض وقدرته على ممارسة حياته اليومية وقد يظل بلا أعراض لمدة تصل حتى 15 عام.

من يحتاج لعملية تحويل المسار؟

تتوافر وسائل عديدة لعلاج المصابين بأمراض الشرايين التاجية مثل تعديل نمط الحياة والأدوية والقسطرة العلاجية، وبالرغم من الفعالية الكبيرة لتحويل المسار الشرياني، إلا أننا نلجأ له في ظروف معينة فقط مثل:

  • انسداد شديد في الشريان التاجي الرئيسي الأيسر
  • انسداد أو تضيق في أكثر من شريان تاجي
  • نقص حاد في تروية عضلة القلب رغم تناول الأدوية بانتظام
  • تضيق أو انسداد لا يمكن علاجه بالقسطرة
  • وجود ألم حاد في الصدر حتى في أوقات الراحة
  • إنقاذ الحياة في حالة النوبات القلبية الخطيرة التي لا تستجيب للعلاج الطارئ

الدراسات حتى الآن وعلى مدى الخمسين سنة الماضية، انسدادات متعددة في الشرايين التاجية بالذات مع أمراض اخرى مثل السكري أو ضعف عضلة القلب، فقد أظهرت الدراسات أنه مقارنة بالأدوية والعلاج بالقسطرة، فإن العملية بالمجازات الشريانيية (القلب المفتوح) مرتبطة بديمومة الحياة للعشر سنوات القادمة أكثر من الاجراءات الاخرى وتحسن كبير في وظائف القلب واعراض الذبحة الصدرية.

مضاعفات العملية

من الطبيعي أن يكون هناك عدد من المضاعفات المحتملة في هذه الجراحة كحال جميع العمليات الكبرى الأخرى، ولكن بسبب خبرتنا الواسعة في إجراء هذا النوع من العمليات، تكون احتمالية حدوثها قليلة جداً. تشمل هذه المضاعفات ما يلي:

  • التهاب الجرح بعد العملية : نسبة حدوثه قليلة وعادةً ما يكون التهاباً سطحياً يعالج بسهولة بمراهم موضعية
  • النزيف: نادر الحدوث بسبب اسلوب الجراحة الحديث الذي يتضمن مراقبة حثيثة للمريض خلال العملية وبعدها
  • انسداد وصلة الشريان أو انسداد جديد في شريان آخر؛ وهنا تبرز أهمية اتباع الممارسات الصحية وتناول الأدوية بانتظام بعد العملية للوقاية من تكرار الانسداد

اجراءات العملية

في حال لم تكن العملية طارئة، سنناقش جميع جوانب العملية في العيادة ثم نحدد موعد لاحق للجراحة.

قبل العملية

سنطلب منك مجموعة من الفحوصات الروتينية مثل فحص الدم ووظائف الكلى والكبد وفحص سيولة الدم، وصورة أشعة للصدر وكذلك تخطيط للقلب وصورة بالأمواج فوق الصوتية (التراساوند) للقلب لدراسة الحالة بشكل كامل، كما نلجأ للقسطرة التشخيصية التي تساعدنا في رؤية الشرايين وتحديد مكان التضيق أو الإنسداد بدقة قبل العملية.

هناك عدد من الامور الواجب اتباعها قبل يوم العملية وتشمل:

  • يجب الصيام عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن (8) ساعات قبل العملية
  • يجب الاستمرار في تناول الأسبرين وأدوية ضغط الدم مثل (املور/املوكارد/ادالات/انديرال/ نيتروجلسرين) حتى يوم العملية ويمكن تناولها مع رشفة من الماء
  • إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة اخرى مثل السكري، يفضّل استشارة طبيبك قبل العملية لتحديد الجرعات الجديدة

أثناء العملية

تجرى العملية تحت التخدير العام وتستغرق حوالي (3-6) ساعات، وفيما يلي تفصيل لجميع الخطوات:

  • ببداية التخدير، نقوم بإعطائك دواء مهدئ عبر الوريد ثم إدخال أنانيب التنفس عبر الفم ونصلها بجهاز خاص يتولى مهمة التنفس عنك خلال العملية وبعدها
  • عمل شق طويل في منتصف الصدر ونصل إلى القلب عبر توسعة عظام القفص الصدري، ويتولى الفريق المساعد إعطائك مجموعة من الأدوية لإيقاف القلب عن العمل مؤقتاً بينما يضخ جهاز القلب والرئة الدم بشكل طبيعي لجميع أنحاء الجسم (انظر الصور أعلاه)
  • يلزمنا في هذه المرحلة وعاء دموي جديد (وصلة شريانية) ونحصل عليها عادةً من الشرايين الموجودة في الصدر أو أسفل الساق أو الذراع، ثم نربط طرفيها فوق منطقة الانسداد باستخدام الخيوط الجراحية (انظر الصور أعلاه)
  • يتم تنشيط القلب من جديد بعد الانتهاء من تركيب الوصلة وإيقاف جهاز القلب والرئة ثم إغلاق عظام الصدر والشق الجراحي، كما تبقى مجموعة من الأنابيب متصلة بالصدر للتخلص من السوائل أو الدم المتبقي بعد العملية

بعد العملية

بعد خروجك من غرفة العمليات، ستبقى في وحدة العناية المركزة لمدة يوم أو يومين موصولاً بجهاز التنفس حتى تستيقظ وتستعيد القدرة على التنفس بمفردك. سنتأكد من استقرار علاماتك الحيوية وعدم وجود مضاعفات، وعندما تبدأ بالتحرك سنقوم بإزالة القسطرة البولية، وخلال أسبوع يمكنك العودة إلى المنزل.

التعافي بعد الجراحة

من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق المريض بعد العملية هي العناية بالجرح والسيطرة على الأمراض المزمنة الأخرى وتغيير نمط الحياة غير الصحي حيث يسهم ذلك في تقليل احتمالية تكرار انسداد الشرايين ويسرّع من التعافي، ويمكنك الاطلاع على جميع التفاصيل الهامة في مرحلة ما بعد العملية ضمن موضوع (التعافي بعد جراحة تحويل مسار الشريان التاجي) في قسم مواضيع ذات صلة.

متى تحتاجون للتواصل معنا؟

يجب مراجعتنا أو الإسعاف مبكراً في حال ظهور الأعراض التالية:

  • الحمى
  • التهاب جرح الصدر أو النزيف أو وجود إفرازات
  • تسارع في ضربات القلب
  • الشعور بألم جديد في الصدر

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟