علاج تمدد وتمزق الشريان الأبهر بالجراحة

شارك

مفضلة: 0

زيارات: 8

wave

8/29/2021 0:36 pm

مقدمــة

يعدّ الشريان الأبهر أكبر وعاء دموي في الإنسان، وينقل الدم من القلب إلى جميع أعضاء الجسم، ولأنه الشريان الرئيسي الذي يمر خلاله الدم الخارج من القلب، قد تضعف جدرانه الداخلية وتنتفخ عندما يندفع الدم خلالها وأحياناً ينتج من التمدد جلطة قلبية أو دماغية، أو تسلّخ وتمزق الشريان الأبهر وهو حالة طبية خطيرة تسبب نزيفاً شديداً وقد تؤدي للوفاة.

تبعاً لحالة المريض الصحية وعمره، تتنوع الأساليب العلاجية المتاحة وتعد العملية الجراحية هي الأفضل في منع تسلّخ الشريان وإصلاحه فوراً في حالات التمزق.

أسباب تمدد وتمزق الشريان الأبهر

هناك عدد من الأسباب المحتملة مثل ارتفاع ضغط الدم الحاد وتصلب الشرايين والأمراض الوراثية النادرة التي تؤثر على أنسجة الأوعية الدموية وأيضاً مشاكل الصمام الأبهر والتي تؤدي جميعها لحدوث ضغط إضافي على جدران الشريان الأبهر وإضعفاها وأحياناً انفجار الشريان المفاجئ.

الأعراض والتشخيص

عادةً ما يبدأ تمدد الشريان الأبهر (أم الدم) بشكل تدريجي دون أعراض وهذا ما يجعل تشخيصه أصعب، ونكتشفه أثناء الفحوصات الروتينية مثل صورة الأشعة الصدرية ومخطط صدى القلب (صورة الإيكو) التي يجريها المريض أحياناً لأسباب مختلفة أو عند اختلاف ضغط الدم بين الذراعين الأيمن والأيسر. في بعض الأحيان، يلاحظ المريض ضيق في التنفس أو ألم في الصدر والظهر والسعال المفاجئ وكلها أعراض عامة قد لا تشجّع المريض على زيارة العيادة للفحص وبالتالي تزيد احتمالية تطور هذا التمدد إلى تمزّق.

في المقابل، تسلخ أو تمزّق الشريان الأبهر حالة طارئة يعاني معها المريض من ألم مفاجئ ومستمر في الصدر أو الظهر وصعوبة في التنفس مع انخفاض ضغط الدم الذي قد يقود لفقدان الوعي والجلطة الدماغية.

في حال وجود شك في تمدد أو تمزق الشريان الأبهر، نقوم بعدة فحوصات للتشخيص مثل مخطط صدى القلب (إيكو) لدراسة الصمامات وكفاءة عمل القلب وصورة مقطعية للشريان الأبهر باستخدام صبغة خاصة للكشف عن مكان التمدد وحجمه وأحياناً صورة الرنين المغناطيسي.

في حوالي (20%) من المرضى الذين يعانون من (أم الدم)، هناك احتمال بأن يكون أحد الأقرباء من الدرجة الأولى (الوالدين أو الأشقاء أو الأبناء) مصاباً بنفس الحالة، وعليه نوصي بإجراء صورة إيكو للقلب للتأكد مما إذا كانت المشكلات المسببة لتمدُّد الأوعية الدموية الأبهري الصدري ذات أصل وراثي.

العلاج

بعد إثبات تمدد الشريان الأبهر، قد نتبع أحد الطرق التالية في العلاج:

  • المتابعة الطبية (المراقبة): إذا كان التمدد بطيئاً وصغيراً في الحجم دون أعراض، نقوم بإجراء صور منتظمة للقلب خلال الــ6 أشهر التالية لتتبع سرعة نمو التمدد وتطوره، بجانب وصف بعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم أو انسداد الشرايين.

  • التدخل الجراحي: في حال كان تمدد الشريان كبيراً ( 5 - 6 سم) أو أكثر أو كان المريض يقع ضمن الحالات التي يكون فيها خطر تمزق الأبهر مرتفعاً وعندما يحدث تمزق مفاجئ للشريان، نوصي بإجراء جراحة مفتوحة لإصلاح الشريان.


في جميع الحالات، من الضروري أن يتبنى المريض تغييرات في نمط الحياة تساعده في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية قدر الإمكان وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين وتجنب رفع الأشياء الثقيلة والتوتر المزمن.

ما هي عملية إصلاح الشريان الأبهر؟

هي جراحة نقوم فيها بترميم الأوعية الدموية المتمددة أو الممزقة بإزالة أكبر قدر من التلف في الشريان الأبهر، بالإضافة لإصلاح الصمام الأبهري أو استبداله إذا كان التمدد قريباً من الصمام، واستبدال الأجزاء المصابة بأنبوب صناعي قوي وتثبيته من الطرفين بالخيوط الجراحية أو إدراج شبكة معدنية لدعم جدران الشريان. قد يستهدف هذا الإجراء الجراحي الشريان الأبهر الصاعد، والقوس الأبهري، والشريان الأبهر النازل، وحتى امتداد الأبهر للبطن.

فعالية العملية

تعتبر هذه الجراحة وسيلة علاجية فعالة وتحقق نتائج ممتازة على المدى البعيد، حيث تحمي الشريان الأبهر من الانفجار وتقلل بشكل ملحوظ من الأعراض المرتبطة بتمدد الشريان والتي قد يعاني منها المريض وعادةً ما يتعافى المريض ويعود لممارسة نشاطه الطبيعي خلال مدة أقصاها 3 أشهر بعد العملية.

إجراءات العملية

في أفضل الظروف، نقوم بتنسيق موعد مسبق للجراحة؛ لأن الجراحة الطارئة ترتبط عادةً بمخاطر أعلى وفرصة أكبر للمضاعفات، مما يؤكد على أهمية الوقاية وتشخيص تمدد الشريان الأبهر مبكراً وعلاجه قبل أن يصل مرحلة التمزق.

قبل العملية

نقوم بإجراء الفحوصات الروتينية مثل فحص الدم ووظائف الكلى والكبد وفحص سيولة الدم، وتصوير القلب، وهناك عدد من الامور الواجب اتباعها قبل يوم العملية وتشمل:

  • يجب الصيام عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن (8) ساعات قبل العملية
  • يجب الاستمرار في تناول الأسبرين وأدوية ضغط الدم مثل (املور/املوكارد/ادالات/انديرال/ نيتروجلسرين) حتى يوم العملية ويمكن تناولها مع رشفة من الماء
  • إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة أخرى مثل السكري، يفضّل استشارة طبيبك قبل العملية لتحديد الجرعات الجديدة

أثناء العملية

تجري العملية تحت التخدير العام وتستغرق حوالي (2-6) ساعات. وفيما يلي تفصيل لجميع الخطوات:

  • ببداية التخدير، نقوم بإعطائك دواء مهدئ عبر الوريد ثم إدخال أنانيب التنفس عبر الفم ونصلها بجهاز خاص يتولى مهمة التنفس عنك خلال العملية وبعدها
  • عمل شق طويل في منتصف الصدر وصولاً إلى القلب، ونقوم بإيقاف تدفق الدم أعلى وأسفل منطقة التمدد باستخدام مشابك خاصة (ملقط). إذا كان تمدد الأوعية الدموية يقع فوق القلب مباشرةً ، سنوصلك بجهاز القلب والرئة الذي يتولى مهمة توصيل الدم لأنحاء الجسم أثناء العملية.
  • نقوم بإزالة الجزء المنتفخ من الشريان الأبهر واستبداله بأنبوب (طُعم) اصطناعي وخياطته بإحكام، مما يسمح للدم بالتدفق دون تمدد الشريان
  • إصلاح الصمام الأبهري بالترميم أو الاستبدال في حال تعرضه للتلف بفعل تمدد الشريان الأبهر
  • إزالة المشابك لإعادة تدفق الدم والتأكد من عدم وجود تسريب أو نزيف
  • إغلاق الجرح باستخدام الخيوط الجراحية وتغطية الشق الجراحي بضمادة لاصقة

بعد العملية

بعد خروجك من غرفة العمليات، ستبقى في وحدة العناية المركزة لمدة يوم أو يومين موصولاً بجهاز التنفس حتى تستيقظ وتستعيد القدرة على التنفس بمفردك وخلال أسبوع يمكنك العودة إلى المنزل.

في أول أسبوعين بعد الجراحة، قد تشعر بالإرهاق ولكنك ستتحسن مع الوقت، وخلال الأسابيع الستة الأولى ستحتاج إلى تناول الأسبرين يومياً لمنع تجلط الدم وقد نصف لك مدرات البول التي تساعد الجسم في تصريف السوائل الزائدة.

متى تحتاجون للتواصل معنا؟

يرجى مراجعتنا أو الإسعاف مبكراً في حال:

  • الحمى
  • التهاب الجرح أو النزيف أو وجود إفرازات
  • عدم انتظام ضربات القلب

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟