عملية إصلاح الصمام التاجي

شارك

مفضلة: 0

زيارات: 12

wave

8/29/2021 0:22 pm

مقدمــة

يستقبل الأذين الأيسر للقلب الدم القادم من الرئة ويمرره إلى البطين الأيسر عبر صمام يسمى (الصمام التاجي) وهو يمثل البوابة التي تسمح بمرور الدم باتجاه واحد فقط؛ أي من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، كما يمنع رجوع الدم أو تسربه بالاتجاه المعاكس.

يتكون الصمام التاجي (المترالي) من تراكيب تشبه الورق الرقيق تسمى (شُرفات)، وأحياناً قد تتدلى أو تنتفخ عند انقباض القلب في حالة الإصابة بارتخاء (تدلّي) الصمام التاجي، مما يمنع الصمام من الإغلاق بإحكام ويؤدي لاحقاً عند الكثير من المصابين إلى تسرب الدم للخلف من البطين إلى الأذين (قَلَس الصمام التاجي).

في معظم الأشخاص، لا يتطلب ارتخاء الصمام التاجي أي علاج، ولكن بعض المصابين قد يعانون من ارتجاع شديد للدم عبر الصمام مع أعراض مثل ضيق التنفس أو الخفقان أو الدوخة أو دون وجود أعراض ويحتاجون لإصلاح الصمام التاجي بالجراحة.

ما أسباب ارتخاء الصمام التاجي؟

يرتبط تدلي الصمام التاجي بشكل وثيق بالعامل الوراثي ويظهر في حوالي (4%) من السكّان، وغالباً ما يحدث بسبب ضعف في طبقة الكولاجين الليفية في الصمام وتراكم مادة مخاطية بداخله على شكل ورم حميد. هذا الاختلال في مادة الكولاجين يجعل أوتار الصمام أطول وأرق وتصبح بواباته ليّنة وغير قادرة على الاغلاق بإحكام عند انقباض القلب ويفشل ضبط مرور الدم وبالتالي يحدث نوع من التسريب للدم بالاتجاه الخاطئ وهذا ما يؤثر بدوره على وظائف القلب الطبيعية من خلال ما يلي:

  • إجهاد عضلة القلب وتسارع النبض؛ لأن جزءًا كبيراً من الضخ يكون غير مجدي وبالتالي يحتاج القلب لزيادة كمية الضخ بزيادة عدد الضربات وقوتها لتوصيل كمية كافية من الأكسجين لباقي الجسم؛ خاصةً أثناء المجهود البدني.
  • تضخم عضلة القلب؛ لزيادة استيعاب الحجرات القلبية وتعويض كمية الدم الضائع (المتسرّب) والذي قد يقود مع مرور الوقت لفشل القلب.

لذلك، ننصح جميع المرضى الذين يعانون من تدلي أو ارتخاء الصمام المترالي مع ارتجاع شديد بإجراء جراحة إصلاح الصمام حتى وإن كانوا لا يعانون من أعراض من أجل حماية القلب من التبعات التراكمية للارتخاء والحفاظ على وظيفته.

الأعراض

معظم الأشخاص لا يعانون من أي أعراض، ولكن قد يشعر بعضهم بأعراض غير محددة وتشمل:

  • الإرهاق والتعب
  • ضيق التنفس
  • ألم الصدر
  • الخفقان أو ضربات القلب غير المنتظمة
  • تورّم القدمين

التشخيص

نقوم بتشخيص ارتخاء الصمام من خلال الاستماع لشكوى المريض وفحص القلب بالسماعة بحثاً عن أي أصوات غير معتادة قد تدل على مشاكل في الصمام أو النبض، كما نقوم بإجراء تخطيط للقلب وصورة بالموجات فوق الصوتية (إيكو).

ما هي عملية إصلاح الصمام التاجي؟

كما ذكرنا سابقاً، ارتخاء الصمام التاجي لوحده لا يتطلب تدخلاً علاجياً إلا في حال كان يرافقه ارتجاع شديد للدم من البطين للأذين. في هذه الحالة، نقوم باستعادة الوظيفة الطبيعية للصمام وإيقاف ارتداد الدم باستخدام العديد من التقنيات مثل ترقيع الفتحات في الصمام أو إزالة النسيج الزائد أو استبدال الأحبال التي تدعم الصمام بالجراحة المفتوحة.

مضاعفات العملية

مثل جميع العمليات الكبرى، ترتبط هذه الجراحة بعدد من المضاعفات المحتملة مثل النزيف والتهاب الجرح والجلطات الدموية وجميعها واردة ولكن بنسب ضئيلة نظراً للأساليب الجراحية الحديثة والمهارة العالية في إجراء هذا النوع من العمليات حتى تكون آمنة وفعالة قدر الإمكان.

فعالية العملية

تساعد جراحة إصلاح الصمام التاجي في تحسين وظيفة القلب وإيقاف الإجهاد الواقع عليه بسبب تسريب الدم والذي بدوره يزيد معدل البقاء على قيد الحياة ويقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وفشل القلب ويلاحظ المريض زيادة النشاط البدني وقدرة التحمل بشكل ملحوظ بعد العملية.

إجراءات العملية

تُجرى الجراحة تحت التخدير العام وأحياناً قد نقوم بتركيب حلقة داعمة (حلقة رأب الصمام) لدعم وتعزيز بُنية الصمام التاجي.

قبل العملية

قد يلزم إجراء عدة فحوصات قبل الجراحة بعدة أيام مثل تحليل الدم وتخطيط للقلب، ويجب على المريض اتباع الإرشادات التالية:

  • التوقف عن تناول مميعات الدم مثل (أسبرين، بلافيكس) قبل العملية بأسبوع وتبعاً لتوصيات الطبيب.
  • الصيام عن الأكل والشراب قبل 8 ساعات من الجراحة على الأقل
  • يمكن تناول الأدوية المسموح بها صباح العملية مع رشفة من الماء وبعد استشارة الطبيب

أثناء العملية

تعتمد مدة الإجراء على الحالة، ويتم تنفيذها بأسلوب الجراحة المفتوحة التي تتضمن عمل فتحة (شق) في الصدر وتوصيل المريض بجهاز المجازة القلبية الرئوية التي تحافظ على تدفق الدم في الجسم لحين انتهاء الجراحة.

اعتمادًا على إصابة الصمام، قد نقوم بعدة تدخلات تشمل إزالة الأنسجة الزائدة وإصلاح الأربطة التي تتحكم في حركة شرفات الصمام أو إزالة أي رواسب وتكلّسات أو إضافة دعامة (حلقة) حول الجزء الخارجي من الصمام، ثم إغلاق الجرح باستخدام الخيوط الجراحية وتغطية الشق الجراحي بضمادة لاصقة عند الانتهاء.

بعد العملية

يمكث المريض في وحدة العناية المركزة لمدة يوم أو يومين لمراقبة ضربات القلب والضغط والتنفس، وبعد التأكد من استقرار العلامات الحيوية، يبقى لعدة أيام إضافية (3-10 أيام) في غرفته لمتابعة عملية التعافي عن كثب ويتم إزالة القسطرة البولية ثم يستطيع المريض العودة للمنزل.

في المنزل، يجب التأكد يومياً من مكان الجرح والبحث عن علامات الالتهاب مثل الاحمرار والحمى أو تصريف سائل ذو لون أو رائحة، كما يجب الحفاظ على مكان العملية نظيفاً وجافاً وعدم تسليط الماء عليه لفترات طويلة.

عادةً ما تسقط الضمادة من تلقاء نفسها أو نزيلها مع الخيوط الجراحية في العيادة في موعد الزيارة اللاحق، وتستمر عملية المتابعة عبر سلسلة من المواعيد للاطمئنان على صحة القلب وتعافيه.

يمكن للمريض تناول مسكن للألم في فترة التعافي واستئناف الأنشطة اليومية تدريجياً، وممارسة تمارين التنفس لتسريع الشفاء، وقد يحتاج لمتابعة تناول مميع الدم (أسبرين) وفق إرشادات الطبيب.

متى تحتاجون للتواصل معنا؟

يرجى مراجعتنا أو الإسعاف مبكراً في حال:

  • الحمى
  • التهاب الجرح أو النزيف أو وجود إفرازات
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • تطور ألم جديد أو حاد في الصدر
  • زيادة مفاجئة في الوزن؛ فقد تشير لاحتباس السوائل في الجسم

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات، يمكنك الاطلاع على قسم (أسئلة الموضوع) للبحث عن الأسئلة المشابهة وإجاباتها، كما يمكنك التواصل معنا عن طريق تطبيق اكسيريا باستخدام الكود الموجود في وصفة الإرشادات.

الأسئلة متاحة للموضوع

أسئلة الموضوع

لم تجد إجابة على سؤالك؟